والأمر الثاني أن هذا الذي أنكرا علي وأبغضوني وعادوني من أجله إذا سألوا عنه كل عالم في الشام واليمن أو غيرهم يقول هذا هو الحق وهو دي الله ورسوله ولكن ما أقدر أن أظهره في مكاني لأجل أن الدولة ما يرضون وابن عبد الوهاب أظهره لأن الحاكم في بلده ما أنكره بل لما عرفت الحق اتبعه هذا كلام العلماء وأظن أنه وصلك كلامهم فأنت تفكر في الأمر الأول وهو قولي لا تطيعوني ولا تطيعوا إلا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي في كتبكم وتفكر في الأمر الثاني أن كل عاقل مقر به لكن ما يقدر أن يظهره @ 34 فقدم لنفسك ما ينجيك عند الله واعلم أنه لا ينجيك إلا اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم والدنيا زائلة والجنة والنار ما ينبغي للعاقل أن نساهما وصورة الأمر الصحيح أني أقول ما يدعى إلا الله وحده لا شريك له كما قال تعالى في كتابه
ﵟفلا تدعوا مع الله أحداﵞ
وقال في حق النبي صلى الله عليه وسلم
ﵟقل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشداﵞ
هذا كلام الله والذي ذكره لنا رسول الله ووصانا به ونهى الناس أن لا يدعوه فلما ذكرت لهم أن هذه المقامات التي في الشام والحرمين وغيرهم أنها على خلاف أمر الله ورسوله وأن دعوة الصالحين والتعلق بهم هو الشرك بالله الذي قال الله فيه
ﵟإنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النارﵞ
فلما أظهرت هذا أنكروه وكبر عليهم وقالوا أجعلتنا مشركين وهذا ليس إشراكا هذا كلامهم وهذا كلامي أسنده عن الله ورسوله وهذا هو الذي بيني وبينكم فإن ذكر عني شيء غيرهذا فهو كذب وبهتان والذي يصدق كلامي هذا أن العالم ما يقدر أن يظهره حتى من علماء الشام من يقول هذا هو الحق ولكن لا يظهره إلا من يحارب الدولة وأنت ولله الحمد ما تخاف إلا الله نسأل الله أن يهدينا وإياكم إلى دين الله ورسوله والله أعلم & 5 الرسالة الخامسة
صفحة ٣٣