128

مؤلفات محمد بن عبد الوهاب في العقيدة

محقق

عبد العزيز زيد الرومي , د. محمد بلتاجي , د. سيد حجاب

الناشر

جامعة الإمام محمد بن سعود

مكان النشر

الرياض

هذا ما أقول لك فإن بان لك شيء من ذلك ارتعت روعة صدق على ما فاتك من العلم والعمل في دين الإسلام أكبر من روعتك التي ذكرت في رسالتك من تجهيلنا جماعتك ولكن هذا حق من أعرض عما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من دين الإسلام فكيف بمن له قريب من أربعين سنة يسب دين الله ورسوله ويبغضه ويصد عنه مهما أمكن فلما عجز عن التمرد في دينه الباطل وقيل له أجب عن دينك وجادل دونه وانقطعت حجته أقر أن هذا الذي عليه ابن عبد الوهاب أنه هو دين الله ورسوله قيل له فالذي عليه أهل حرمة قال هو دين الله ورسوله كيف يجتمع هذا وهذا في قلب رجل واحد فكيف بجماعات عديدة بين الطائفتين من الإختلاف سنين عديدة ما هو معروف حتى أن كلا منهم شهر السيف دون دينه واستمر الحرب مدة طويلة وكل منهم يدعي صحة دينه ويطعن في دين الآخر نعوذ بالله من سوء الفهم وموت القلوب أهل دينين مختلفين وطائفتان يقتتلون كل منهم على صحة دينه ومع هذا يتصور أن الكل دين صحيح يدخل من دان به الجنة

﴿سبحانك هذا بهتان عظيم

فكيف والناقد بصير فيا رجل ألق سمعك لما فرض الله عليك خصوصا الشهادتين وما تضمنتاه من النفي والإثبات ولا تغتر باللفظ والقطرة وما كان عليه أهل الزمان والمكان فتهلك

فاعلم أن أهم ما فرض على العباد معرفة أن الله رب كل شيء ومليكه ومدبره بإرادته فإذا عرفت هذا فانظر ما حق من هذه صفاته عليك بالعبودية بالمحبة والإجلال والتعظيم والخوف والرجاء والتأله المتضمن للذلك والخضوع لأمره ونهيه وذلك قبل فرض الصلاة والزكاة ولذلك يعرف عباده بتقرير ربوبيته ليرتقوا بها إلى معرفة إلهيته التي هي مجموع عبادته على مراده نفيا وإثباتا علما وعملا جملة وتفصيلا

هذا آخر الرسالة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله وصحبه وسلم & 4 الرسالة السادسة والعشرون

صفحة ١٧٤