الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك
الناشر
مطابع الرشيد
رقم الإصدار
بدون
مكان النشر
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
عن قتادة (١) ﴿إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ استنفر اللَّه المؤمنين فى لهبان الحر فى غزوة تبوك قبل الشام على ما يعلم اللَّه من الجهد، وقد زعم بعضهم أن هذه الآية منسوخة.
قال اللَّه تعالى:
﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (٢).
قال أبو جعفر:
اختلف أهل التأويل فى معنى الخفة، والثقل اللذين أمر اللَّه من كان به أحدهما بالنفر معه، فقال بعضهم: معنى الخفة التى عناها اللَّه فى هذا الموضع: الشباب، ومعنى الثقل: الشيخوخة، ثم ساق الإسناد الى مجاهد بقوله: حدثنى محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى عن ابن أبى نجيح، عن مجاهد ﴿انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا﴾ قال
_________
(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٣٤/ ١٠)
وقال السيوطى فى الدر (٢٣٩/ ٣) أخرج أبو داود، وابن أبى حاتم، النحاس، والبيهقى فى سننه عن ابن عباس ثم ذكر الحديث، وقد أخرجه أبو داود فى سننه فى كتاب الجهاد (١٦/ ٣)، ورجال الإسناد عنده كلهم ثقات الا علي بن حسين بن واقد المروزى فإنه ضعيف. قاله الحافظ فى التقريب (٣٥/ ٢) انظر تهذيب السنن للامام ابن القيم (٣٦٧/ ٣)، وتفسير القرطبي (١٤٢/ ٨)، وعون المعبود (٣١٩/ ٢)، والسنن الكبرى للبيهقى (٤٧/ ٩). والناسخ والمنسوخ للحازمى ص ١٨٤.
(٢) سورة التوبة: الآية ٤١.
1 / 84