الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

عبد القادر بن حبيب الله السندي ت. 1418 هجري
134

الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك

الناشر

مطابع الرشيد

رقم الإصدار

بدون

مكان النشر

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

تصانيف

أن يطلق من ربط نفسه بالسوارى من المتخلفين عند الغزو معه، وحين ترك قبول صدقتهم بعد أن أطلق اللَّه عنهم، حين أذن له فى ذلك، انما فعل من أجل أن ذلك لم يكن اليه ﷺ، وان ذلك الى اللَّه جل وعلا، وان محمدا انما يفعل ما يفعل من ترك، واطلاق، وأخذ صدقة وغير ذلك من أفعاله ﷺ بأمر اللَّه تعالى، ألم يعلم هؤلاء المتخلفون عن الجهاد مع المؤمنين الموثقوا أنفسهم بالسوارى القائلون ولا نطلق أنفسنا حتى يكون الرسول ﷺ هو الذى يطلقنا السائلو رسول اللَّه ﷺ أخذ صدقة أموالهم. ان ذلك ليس الى محمد وان ذلك الى اللَّه وحده وانه جل وعلا هو الذى يقبل التوبة، ممن تاب اليه من عبادة يردها، ويأخذ صدقة من تصدق عنهم أو يردها عليه، دون محمد فيوجهوا توبتهم وصدقتهم الى اللَّه. ويقصدوا بذلك قصد وجهه دون محمد وغيره ويخلصوا التوبة له ويعلموا أن اللَّه هو التواب الرحيم (١).

(١) تفسير ابن جرير الطبرى (١٩/ ١١). قال ابن كثير فى تفسيره (٣٨٦/ ٢): تحت هذه الآية قال الثورى والاعمش: كلاهما عن عبد اللَّه بن السائب، عن عبد اللَّه بن أبى قتادة، قال: قال عبد اللَّه بن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه: ان الصدقة تقع فى يد اللَّه ﷿ قبل أن تقع، فى يد السائل قرأ هذه الآية. قال القرطبى فى تفسيره (٢٥١/ ٨): روى الترمذى عن أبى هريرة قال: قال رسول اللَّه ﷺ: ان اللَّه يقبل الصدق ويأخذها بيمينه فيربيها لاحدكم كما يربي أحدكم مهره الخ ثم قال الترمذى هذا حديث حسن صحيح. انظر زاد المسير لابن الجوزى (٤٩٧/ ٣). والكشاف للزمخشرى (٥٦٧/ ١) والبحر المحيط =

1 / 133