الذهب المسبوك في تحقيق روايات غزوة تبوك
الناشر
مطابع الرشيد
رقم الإصدار
بدون
مكان النشر
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
تصانيف
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ قال كعب: واللَّه ما أنعم اللَّه علي من نعمة قط، بعد أن هدانى للاسلام، أعظم فى نفسى، من صدقى رسول اللَّه ﷺ، أن لا أكون كذبته فأهلك كما هلك الذين كذبوه، فإن اللَّه تعالى قال للذين كذبوا حين أنزل الوحى شر ما قال لاحد: ﴿سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾. . . الى قوله تعالى ﴿فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ﴾. . . قال كعب: خلفنا أيها الثلاثة عن أمر أولئك الذين قبل رسول اللَّه ﷺ توبتهم حين حلفوا، فبايعهم واستغفر لهم وأرجأ رسول اللَّه ﷺ أمرنا، حتى قضى اللَّه فيه، فبذلك قال اللَّه: ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا﴾ وليس الذى ذكر اللَّه مما خلفنا عن الغزو، انما هو تخليفه ايانا، وأرجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر اليه، فقبل منهم (١).
_________
(١) تفسير ابن جرير الطبرى (٥٨ - ٦٢/ ١١).
قلت أخرج البخارى هذا الحديث فى عدة مواضع من جامعه الصحيح. انظر المغازى إذ قال البخارى: (٤/ ٦) باب حديث كعب بن مالك وقول اللَّه ﷿ ﴿وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا﴾ وأخرخ أيضًا باسناد آخر فى كتاب التفسير (٥٨/ ٦ - و٥٩/ ٦). وفى كتاب الاحكام (٦٧/ ٩) تحت باب هل للامام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه، وفى كتاب الجهاد ٣٩/ ٤ تحت باب من أراد غزوة فورى بغيرها ومن أحب الخروج يوم الخميس. وأخرجه أيضًا فى المناقب فى صفة النبي ﷺ (١٥١/ ٤) وأخرجه أيضًا فى كتاب الأدب تحت باب ما يجوز من =
1 / 99