226

منهج الاعتدال

الناشر

دار التابعين بالرياض

مكان النشر

٢٠٠٢

تصانيف

من أحكام الردود:
إذا تعذر التحاكم، أو إنهاء التنازع بالتفاهم، وكان في السكوت مفسدة، وفي الرد مصلحة أكبر من مفسدته، وجب الرد، فقد مضت سنة السلف في الردود على أهل البدع والزيغ، بل وفي تصحيح الأخطاء، وسبقهم الكتاب والسنة في ذلك.
- يجب الرد بالتي هي أحسن:
﴿وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾ [العنكبوت: (٤٦)].
ولما ردت عائشة على اليهود بغير التي هي أحسن، قال ﷺ: لها: «يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله» [رواه مسلم: (٢١٦٥)].
١ - إن البداءة بالردود بين المسلمين بعامة، وبين أهل السنة بخاصة، دون اللجوء إلى طريق آخر، لا يقضي على الفتنة، فهو من الفتنة أيضًا.
٢ - يجب أن تكون الردود مضبوطة بضوابط الشرع؛ لأن لها مفاسد عظيمة، ونتائج شنيعة، منها:
أ- إشغال المسلمين والناشئة عما ينفعهم، بما هو أقل نفعًا، إن لم يكن بما هو أكثر ضررًا.
ب - إثارة الفتن بين المسلمين، وانتشار الضغائن، وزرع الشحناء.
ج - قساوة القلوب، وتنافر النفوس.
د - الانصراف عن التعبد، والوقوع في المعاصي، كرد فعل من كثرة الخوض في الردود، والبعد عن الرقائق والإيمانيات.
والواقع يشهد بأحداث تُدمي القلوب، مما حصل للناشئة، الذين حملوا راية الغلو، من التكفير والتبديع وغيرها حصل بهم انتكاسات خطيرة، وتصرفات بشعة.
ذلك لأنهم:
- دخلوا بابًا ليسوا هم أهلًا له أصلًا.
- أشغلوا أنفسهم في باب واحد من أبواب الإسلام.

1 / 229