وكذلك نقول في البسملة: أنها نزلت في بعض الأحرف ولم تنزل في بعضها، فإثباتها قطعي وحذفها قطعي، وكل متواتر، وكل في السبعة، فإن بعض القراء السبعة قرأوا بها، وبعضهم قرأوا بحذفها، وقراءات السبعة كلها متواترة. فمن قرأ بها فهي ثابتة في حرفه متواترة إليه، ومن قرأ بحذفها فحذفها في حرفه متواتر إليه.
وألطف من ذلك أن نافعا له روايتان: قرئ أحدهما عنه بها، والآخر بحذفها، فدل على أن الأمرين تواترا عنده، بأن قرأ بالحرفين معا بإسنادين، أو لأسانيد متعددة.
وبهذا التقرير ينجلي الإشكال عن الأمرين ويتضح كلا الطرفين، ولا يستغرب الإثبات ممن أثبت، ولا النفي ممن نفى.
صفحة ٢٣