هذا طرف من أخبار الشعراء الذين قووا العلاقات الشعرية بين البلدين. أما العلماء فأكثر وأخبارهم جد موفورة، وقد كانت مصر للعلماء الشاميين خير ملجأ يلجئون إليه ويتفيئون ظله، فمنهم المنجم الصابئ البعلبكي، قصد مصر وصار من رجال الإخشيد محمد بن طغج .
ومنهم عبد الله بن يوسف الدمشقي (218ه) راوي الموطأ بمصر وكان يقيم بتنيس، قال الإمام البخاري عنه: «كان من أثبت الشاميين.»
ومنهم مكحول أبو عبد الرحمن محمد البيروتي الحافظ (321ه) وكان من القضاة العالمين بالحديث، وله تلاميذ كثيرون في الشام ومصر، وله فضل عظيم على القطرين، وهو معدود من كبار من أنجبهم الشام.
ومنهم أبو زرعة محمد بن عثمان الدمشقي قاضي مصر (302ه)، أقام في مصر ثماني سنين، ثم تولى قضاء دمشق فأدخل فيها المذهب الشافعي كما تقدم، وولده الحسين (327ه) كان من القضاة الذين جمع لهم بين قضاء مصر والشام.
ومنهم محمد التميمي المقدسي، وكان مختصا بالحسن بن عبد الله بن طغج، وكان ذا أدب وعلم وفضل.
ومنهم الحسن بن القاسم بن جعفر بن دحية الدمشقي المؤرخ (327ه)، أقام بمصر وأفاد، وله من المؤلفات شيء كثير، وكان محدثا أخباريا.
أما المصريون الذين رحلوا إلى الشام وكان لهم فيه أثر علمي ملموس فكثيرون، نذكر منهم الحسين بن أحمد بن رستم المعروف بابن زنيور المارداني، كان أحد كتاب الطولونيين، قدم دمشق بصحبة أبي الجيش بن طولون، وحدث بدمشق وكان من نبلاء الكتاب العلماء.
ومنهم أبو بكر عبد الله بن محمد الخبيصي (348ه)، وكان من أفاضل القضاة والفقهاء، تولى قضاء مصر والشام وحسنت سيرته.
ومنهم أبو طاهر محمد بن عبد العزيز الإسكندراني الشافعي (359ه)، وقد ذهب إلى دمشق وحدث بها وأفاد، وكان من أئمة الشافعية بها.
ومن البغداديين المتمصرين الذين وفدوا على الشام وكان لهم فيه أثر؛ أبو علي خادم الخليفة المنتصر بن المتوكل، قال الذهبي: «وكان من أئمة المذهب الشافعي، فلما قتل مولاه خرج إلى مصر، ثم ذهب إلى الشام وأقام بها يقرئ بجامع دمشق.»
صفحة غير معروفة