بالطبع فقد أعطى السادات لهيكل نسخة مشوهة من المباحثات التي أجراها مع نيكولاي بودجورني. الأمر الأهم أنه (هيكل) لم يذكر أن السادات كان مصرا قبل ذلك على عقد هذه المعاهدة. وقد تم تصوير الأمر ليبدو وكأن الاتحاد السوفييتي كان هو المبادر بعقد هذه المعاهدة.
ص138:
يبدو التشوش السياسي واضحا تماما في رأس الكاتب في هذا المثال الذي طرحه، عندما حاول أن يقيم توازنا بين المعاهدة الإنجليزية المصرية عام 1936م، والتي استعبدت مصر، ومعاهدة الصداقة السوفييتية المصرية التي جعلت مصر دولة قوية ودعمت استقلالها. يا له من «قصر نظر» غريب من الكاتب!
ص138:
بالفعل، طلب المصريون أن تكون المدة المحددة للمعاهدة خمسة عشر عاما، ومن المدهش للجميع، وهو ما لم يزعج السادات فيما بعد، أن يؤكد، عندما كان ذلك ضروريا له، أنه، كما يزعمون، كان مصرا على جعلها ثلاثين عاما، بينما وافق الروس على أن تكون المدة خمسة عشر عاما فقط!
ص139: «الاستقبال الحماسي» الذي قوبل به الضيوف السوفييت في شوارع القاهرة كان معدا إعدادا جيدا من قبل مؤسسات السلطة، وهو أمر لا يثير الدهشة. كما أنه لا خلاف على أن أحدا (من الضيوف (المترجم)) لم يتساءل عن مشاعر الجماهير تجاه جماعة علي صبري. في أحيان كثيرة نجد الكاتب يلجأ إلى الاختلاق؛ فمن أين له هذا الكلام؟!
ص139:
تعد رسالة نيكسون إلى السادات والتي يقترح فيها مواصلة الاتصالات حول «وسائل الدبلوماسية الهادئة» دليلا على مواصلة السادات لسياسته ذات الوجهين تجاه الاتحاد السوفييتي؛ فالاتحاد السوفييتي لم يحط علما، بطبيعة الحال، بالاتصالات الجارية مع الأمريكيين.
ص139:
علينا أن ندرك أن هيكل وصف بطريقة ساخرة كيف اقتنع نيكسون بتأكيدات الملك فيصل بأن البلشفية هي نتاج للصهيونية! من الواضح هنا أن هيكل يتباهي بمعرفته بفيصل، وفي الوقت نفسه لم يحدث مطلقا أن «اشتكى» هيكل للسفير السوفييتي من أن فيصلا يمنع مقالاته من النشر في العربية السعودية وأنه يعتبره عدوا له.
صفحة غير معروفة