ص138:
من أين استمد هيكل هذه المعلومات المجافية للواقع تماما؟ لم يبحث سامي شرف إطلاقا مسألة إعداد معاهدة مع الاتحاد السوفييتي، ناهيك عن الحديث عن أن نص هذه المعاهدة، كما زعم هيكل، قد أعده سامي شرف. من الواضح مرة أخرى، أن ذلك كان تضليلا من السادات.
وعلاوة على ذلك، فلم يتناول النقاش إنشاء أكاديمية عسكرية بحرية في مرسي مطروح، وإنما عن تأسيس كلية عسكرية جوية مصرية هناك، وذلك بناء على طلب من السادات نفسه، وليس من الجانب السوفييتي.
ص138:
لم يحدث أي اتفاق إبان مباحثات سامي شرف بشأن زيارة أحد الزعماء السوفييت إلى القاهرة . ولم يدر أي حديث في هذا الصدد.
لقد جرى الأمر على نحو مختلف؛ فالرئيس السادات وبعد اعتقاله «للمتآمرين» طلب أكثر من مرة أن يحضر إلى القاهرة أحد الزعماء السوفييت، وفي الوقت نفسه طرح السادات فكرة عقد معاهدة صداقة مع الاتحاد السوفييتي.
من المرجح أن يكون الطلبان مجرد خطوة تكتيكية من جانب السادات. لم يكن السادات يعول على زيارة على مستوى رفيع من الاتحاد السوفييتي إلى القاهرة، أو على موافقة على عقد معاهدة في مثل هذه الظروف. وإلا لماذا شعر بالارتباك عندما تم إبلاغه بالموافقة على اقتراحيه؟
ص138:
لم يحاول سامي شرف مطلقا أن يقنع السفير السوفييتي بعدم الدخول في تعامل مباشر مع الرئيس السادات، بل إنه لم يطرح مثل هذا الموضوع عموما. وعلى ذلك فإن كل ما سبق، بما في ذلك وصف رد فعل السفير السوفييتي، لم يكن سوي خيال محض اختلقه هيكل. وهذه القضية لها جوانب أخرى؛ فالسادات طلب أن يقوم السفير السوفييتي بزيادة اتصالاته بسامي شرف، وكأنه قد فوضه ب «إحاطة السفير السوفييتي»، الذي كان قد وصل لتوه، «علما بمجريات الأمور».
ص138:
صفحة غير معروفة