ص202:
لم يبلغنا حافظ إسماعيل والسادات بالمباحثات التي دارت بينهما وبين كيسينجر، حتى عندما كان حافظ إسماعيل في زيارة إلى موسكو! بماذا نسمي هذا التصرف؟ لكن ما قام به هيكل من فضح غير مقصود لخيانة السادات لنا لم يعد خبرا، كلما طالعنا الكتاب أكثر فأكثر. وهناك أمر آخر أكثر أهمية؛ إن هيكل يكشف الخلفية الحقيقية لكل الأحداث التي وقعت في أكتوبر عام 1973م. علينا فقط أن نمعن النظر فيما قاله نيكسون؛ لقد كانت الحكومة الأمريكية على استعداد للضغط على إسرائيل «إذا رأت أن هناك «أساس أخلاقي» لاستخدام هذا الضغط، وكنا سنعلن ذلك على الرأي العام الأمريكي»!
ومع علمه، بالطبع، بما يعتمل في نفس السادات من شكوك، ومؤججا إياها في علاقته بالاتحاد السوفييتي، لم يخش نيكسون أن يقول لحافظ إسماعيل على نحو استفزازي، إنه إذا حاولت مصر أن تدق إسفينا في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي، فإنها «تخطئ بذلك خطأ فاحشا!»
ص203:
هيكل على حق هنا في تعريفه لأهداف الأمريكيين، وخاصة الهدف الأخير؛ «ينبغي أن تكون النتيجة النهائية هي «السلام على الطريقة الأمريكية»، وهو السلام الذي يضمن المصالح الأمريكية في المنطقة».
ص205:
إن كلمات السادات بشأن انفراج التوتر الدولي أصبح واقعا، وإنه «ربما يفرض نفسه علينا (على مصر (فينوجرادوف)) قبل أن يكون باستطاعتنا أن نفرض نحن أنفسنا عليه». إن هذه الكلمات تعكس جهلا مطبقا لدى هذه الشخصية القومية البرجوازية بحقيقة الخلاف بين السياستين الخارجيتين لدولتين إحداهما رأسمالية (الولايات المتحدة الأمريكية)، والثانية اشتراكية (الاتحاد السوفييتي). ما الذي كان يخشاه السادات؟ يقول السادات: «إن سياسة الوفاق سوف تفرض شروط حل مشكلة الشرق الأوسط، بدلا من أن تفرض مشكلة الشرق الأوسط شروطها على سياسة الوفاق.»
أحيانا ما نجد هيكل، القومي أيضا يتضامن، بصورة أو أخرى، مع غياب موقف مختلف في السياسة الخارجية لكل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي. وهو ما جعله يستشهد هنا بكلمات السادات.
الفصل الرابع: «الحرب»
ص207:
صفحة غير معروفة