ص200:
لقد تبين لنا أن السادات كان يكذب علينا، كما كذب علينا أيضا حافظ إسماعيل، الذي لم يبلغنا بأي شيء حول المباحثات السرية التي جرت مع كيسينجر.
ص200:
يرتكب هيكل هنا أخطاء مدهشة فيما يتعلق بالحقائق! آنذاك كان حافظ غانم هو الأمين العام للجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي العربي وليس مستشارا للرئيس. لم يكن السادات يثق في حافظ إسماعيل مستشاره للأمن القومي (وهو الذي وصفه السادات للسفير السوفييتي بأنه
My Kissinger )؛ ولذلك كان يرسل حافظ غانم إلى كل مكان يذهب إليه حافظ إسماعيل بوصفه مراقبا وجاسوسا له، وباعتباره كلبا وفيا دون أن يكون له رأي على الإطلاق أو شخصية. وهذا النظام كان يمثل عملا عاديا بالنسبة للسادات ، وحتى عندما كان السادات يرسل عزيز صدقي، وهو رئيس وزرائه، إلى موسكو، كان يرافقه ممدوح سالم، الخادم الأمين للسادات، والذي كان وزيرا للداخلية آنذاك.
ص201:
إذا كان حافظ إسماعيل قد قال لنيكسون بالفعل إن إبعاد العسكريين السوفييت من مصر كان إظهارا لقدرة مصر على «البقاء خارج مناطق النفوذ»، فإن ذلك أمر لا يوصف إلا بكونه عملا دنيئا من جانب حافظ إسماعيل؛ فقد كان إسماعيل يؤدي أمامنا دور الصديق الكبير والرجل الذي يرى أن اعتماد مصر على الاتحاد السوفييتي أمر ضروري.
وإذا كان حافظ إسماعيل قد أعلن بالفعل لنيكسون أن السبب الرئيسي للصراع في الشرق الأوسط، هو الصدام بين طائفتين هما اليهود والفلسطينيون، فإن ذلك لا يعكس جهلا بجوهر الصراع فحسب، وإنما يعد أيضا إيحاء للأمريكيين بأن هذا الصراع، على حد قوله، لا يخص المصريين مباشرة، وأن مصر يمكنها أن تقف بمنأي عنه. بالمناسبة، فقد كان حافظ إسماعيل في أحاديثه مع السفير السوفييتي يدلي برأيه باحتقار فيما يخص الفلسطينيين وكذلك السوريين.
ص202:
إذا كان حافظ إسماعيل قد خرج من مقابلته مع نيكسون بانطباع يفيد أن نيكسون ينظر بحسن نية إلى مصر، فهو إذن كان يكذب علينا، عندما تحدث عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية العدائي تجاه مصر.
صفحة غير معروفة