وتحولت مصر من بلد زراعي بحت، إلى بلد صناعي له وزنه وأهميته، وعنيت الاشتراكية المصرية بالصناعة فأقامت مئات المئات من المصانع، فراحت آلاتها تدور وتعمل دائبة، فصرنا نعتمد على أنفسنا في كثير من البضائع، وما عدنا نستوردها من الخارج بالعملات الصعبة .. وأمنت الاشتراكية حياة العامل، فلم يعد يفصل فصلا تعسفيا، وصارت هناك قوانين تحمي الأيدي العاملة من ظلم وطغيان أصحاب المصانع والورش والمؤسسات الخاصة والعامة .. وراح العامل ينصرف إلى عمله آمنا مطمئنا على نفسه وعلى مستقبله ومستقبل حياته في ظل الاشتراكية العادلة.
واهتمت الاشتراكية بالطاعنين في السن، فجعلت المعاش حقا للجميع، وامتدت مظلة التأمينات الاجتماعية فشملت مختلف طبقات الشعب التي ما كان لها أن تحلم بمعاش لو أن الاشتراكية الاجتماعية لم تكن هي الحاكمة اليوم في صعيدي مصر.
وفي ظل الاشتراكية تساوى أفراد الشعب وزالت الألقاب وذابت الفوارق .. وأصبح العمل أساس الكسب .. وغدا العمل هو الشرف .. فمن يعمل في أي مرفق من مرافق الحياة يكتسب احترام الجميع بغض النظر عن نوع العمل الذي يقوم به.
وحتى الخادم نال شرف العمل فأصبح يسمى «الشغال» أو «المساعد» .. فلا أحد في ظل الاشتراكية خدام لأحد ولا عبد لأحد ، وهذه والحق يقال، بعض مظاهر مصر الاشتراكية.
مصر النضال
من قديم الزمان واسم مصر يرتبط بالنضال الشريف من أجل الحرية والانطلاق والتحرر والديمقراطية.
ومصر كأمة نضال، تضرب المثل الأول والأعلى في العالم كله .. فنضال مصر معروف ويحتذى ويعمل به في عدة بلاد من الدنيا.
مصر لا ترهب النضال ولا تهاب القتال، ولها في النضال تاريخ طويل، بل تواريخ طويلة مشرفة مسجلة بسطور من نور وحروف من نار .. تاريخها في الوطنية كله شرر وأضواء وأنوار. له في القلوب رنين وأصداء يحكي قصص الوفاء والولاء، من مصر الفداء إلى بنيها الأشداء الأجلاء العظماء.
نضال مصر ضد الاستعمار نضال طويل له هيبته وشوكته، وله جلاله وسيرته .. وفي سبيل النضال ضد الاستعمار، أراقت دماء بنيها في سخاء وبلا حساب، وثارت ثورتها العارمة، وتصدى له رجالها البواسل الأفذاذ الأوفياء، وأفنوا أنفسهم وأرواحهم، وماتوا وهم يكررون اسم مصر عاليا، مقرونا بأحلى العبارات وأشجى التحيات والأمنيات.
أما نضال مصر ضد مراكز القوى فنضال آخر من طابع آخر، ولكن مصر المناضلة عرفت كيف تقضي عليهم وتلفظهم لفظ النواة وتتخلص منهم، وتطوي صفحتهم السوداء التي يندى لها جبين الوطن الشريف الأمين العريق، ذو الماضي المشرق المجيد.
صفحة غير معروفة