ليت هذه فقط هي مصر، بل إن مصر أكثر من ذلك .. وها هو التاريخ يشهد بروعة أعمال رمسيس وغيره.
من كرمسيس في الملوك حديثا
وكرمسيس المملوك فداء
والعالم أجمع يذكر ولا ينسى ما فعله أحمس الأول بالهكسوس.
نصحتك فالتمس يا ذئب غيري
طعاما إن لحمي كان مرا
وها هو الفلاح المصري وهو يضرب باطن الأرض بفأسه، ويشقه بمحراثه، لا يقل روعة عن ضربة الجندي، وهو يطلق رصاصاته القاتلة، وقنابله المدمرة .. فلاح مصر البسيط الجاهل، رجل عظيم بالغ العظمة يضرب الأرض ضربته فتدين له وتنبت له من كل الثمرات .. وإلى جانب الفلاح هناك الصانع المصري الماهر، يدير الآلات والدواليب في صمت ليحول القطن إلى خيوط ثم إلى منسوج وإلى ملابس .. وهكذا يقوم في هذا الميدان بعمل جليل من أجل صالح مصر.
كل هؤلاء، وغير هؤلاء، مهندسون تعتز بهم البلاد كلها .. فهم ممتلئون رجولة وشهامة ومروءة واستعدادا للفداء والتضحية بالنفس والروح والمال، والعرق في سبيل نهضة مصر، ورفع رأسها عاليا، بين الأمم فيلهج كل لسان بذكرها بالخير والجميل والعرفان.
كم أنت عظيمة يا مصر! عظيمة بسواعد أبنائك .. ولعل العمل الفدائي الذي قام به رجال الصاعقة هو خير شاهد على نوع التربة التي يتغذى من خيراتها بنوك، وعلى نوع الماء الذي ينهل منه شعبك .. مصر كنانة الله في أرضه .. والنيل هو ثاني أنهار الدنيا طولا .. ورجالك أشجع من خلق الله من الرجال على وجه البسيطة كلها، بلا نزاع ولا جدال .. فماذا نريد منك، أكثر من هذا يا مصر؟
مصر تحت المجهر
صفحة غير معروفة