مشكلة الثقافة
محقق
(إشراف ندوة مالك بن نبي)
الناشر
دار الفكر
رقم الإصدار
١٤٢٠هـ = ٢٠٠٠م ط٤
مكان النشر
دمشق سورية
تصانيف
وليس ممكنًا أن تتخلص الأفكار من تأثير هذه التغيرات، وإلا حدث اختلال ثقافي واضطراب اجتماعي قد ينشأ عنه كثير من النازعات الاجتماعية.
ثم يورد مثلًا يؤيد به نظريته: حالة التعليم الذي يجب دائمًا أن يساير تقدم الصناعة.
...
فإذا ما أردنا أن نعرض المشكلة من وجهة نظر الفكر الماركسى أوردنا للقارئ أيضًا رأيين:
رأيًا ذكره (ف. كونستا نتينوف) في كتابه (دور الافكار التقدمية في تطوير المجتمع)، ورأي (ماوتسي تونج) في كتابه (الديموقراطية الجديدة). فـ (كونستا نيتنوف) لا يعرض للمشكلة صراحة، وإنما ضمنًا عندما يعرض موقف الفلسفة الماركسية حيالها فيقول:
«إن حياة المجتمع المادية هي واقع موضوعي ومستقل عن إرادة الناس، أما حياة المجتمع العقلية culture مجموعة الأفكار الاجتماعية والنظريات والأديان ونظريات علم الجمال والمذاهب الفلسفية (يعني كل ما يحدد الثقافة (١» فهي كلها انعكاس هذا الواقع الموضوعي».
ولما كان هذا التعريف لا يقيم كبير وزن للأفكار في تحديد الثقافة وفي تطور الوسط الذي تنشأ فيه، فإن المؤلف الماركسي يختم فكرته بعد صفحات من كتابه قائلًا:
«ولكن هذا لا يعني طبعًا أن الأفكار الاجتماعية، مهما كانت الصورة
_________
(١) الجملة بين القوسين من إضافة المؤلف.
1 / 32