337

المصباح

الناشر

منشورات مؤسسة الأعلمي

الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٠٣ هجري

مكان النشر

بيروت

تصانيف

والصبور من أسمائه تعالى هو الذي لا تحمله العجلة بعقوبة العصاة لاستغنائه عن التسرع إذ لا يخاف الفوت مع أن الشيخ نصير الدين قدس الله سره قال في فصوله كل اسم يليق بجلاله ويناسب كماله وان لم يرد به اذن يجوز اطلاقه عليه تعالى الا انه ليس من الأدب لجواز ان لا يناسبه من وجه اخر ثم انا نرجع ونقول ان أصل السخاوة إلى الاتساع والسهولة والسخو الأرض السهلة الواسعة كما ذكره الجوهري وغيره من أئمة اللغة وسمى السخي سخيا لسهولة عطائه وسعته فالله تعالى أحق باسم السخاء لأنه وسع بعطائه المعطين وعم ببره المبرين مع أن لو سلمنا للشيخ أحمد بن فهد ره صحة الرجوع إلى أصل الاشتقاق في الأسماء الحسنى لوجب ان يترك كل اسم منها يحصل في اشتقاق أصله ما لا يناسب عنده وهو باطل بالاجماع الا ترى ان السيد من أسمائه تعالى وهو عند أهل اللغة المسن من المعز قال رحمه الله قلد القاضي عبد الجبار في شرحه الأسماء الحسنى في صحة هذا الاشتقاق لأنه منع في شرحه ان يوصف سبحانه بالحنان قال لأنه يفيد معنى الحنين قال الجوهري في صحاحه الحنان بالتخفيف الرحمة وبالتشديد ذو الرحمة وقال الهروي في قوله تعالى وحنانا من لدنا أي رحمة قال والحنان بالتشديد الرحيم وهو من صفاته تعالى وبالتخفيف العطف والرحمة وفى الحديث انه صلى الله عليه وآله مر على رجل وهو يعذب فقال لأتخذنه حنانا أي لا تعطفن عليه ولا ترحمن لأنه من أهل الجنة وقال الإمام الطبرسي رحمه الله في تفسير مجمع البيان في تفسير قوله تعالى وحنانا من لدنا أي رحمة يقال حنانك وحنانيك وأكثر ما يستعمل بمعنى التثنية قال طرفة حنانيك بعض الشر أهون من بعض ومعنى حنانيك رحمك الله

صفحة ٣٣٧