مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة

أبو عبد الله جعفر الصادق ت. 148 هجري
174

مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٠ هجري

تصانيف

التصوف

والاستقامة على أمر الله وعبادته ظاهرا وباطنا قد استوت عنده حالتا العدم والوجود والزيادة والنقصان والمدح والذم والعز والذل لأنه يرى كلها عين واحد ومن ضعف يقينه تعلق بالأسباب ورخص لنفسه بذلك واتبع العادات وأقاويل الناس بغير حقيقة والسعي في أمر الدنيا وجمعها وامساكها مقرا باللسان انه لا مانع ولا معطى إلا الله وان العبد لا يصيب الا ما رزق وقسم له والجهد لا يزيد في الرزق وينكر بفعله وقلبه قال الله تعالى (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون) إنما عطف تعالى بعباده حيث اذن لهم بالكسب والحركات في باب العيش ما لم يتعد حدود الله ولم يتركوا فرائضه وسنن نبيه في جميع حركاتهم ولا يعدلوا عن مهجه التوكل ولا يقفوا في ميدان الحرص فاما إذا نسوا ذلك وارتبطوا بخلاف ما حد لهم كانوا من الهالكين الذين

صفحة ١٧٨