(ثمّ يغتسل فيه) سقطت هذه الجملة من رواية الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبّان.
(فإنّ عامّة الوسواس) بفتح الواو.
(منه) قال الخطّابي: إنّما ينهى عن ذلك إذا لم يكن المكان جَدَدًا مستويًا لا تراب عليه، صلبًا أو مبلّطًا، أو لم يكن له مسلك ينفذ فيه البول ويسيل منه الماء فيتوهّم المغتسِل أنّه أصابه شيء من قطره ورشاشه فيورثه الوسواس.
(قال: لقيت رجلًا صحب النبيّ ﷺ كما صحبه أبو هريرة) زاد البيهقي في روايته: "أربع سنين"، قال الشيخ وليّ الدّين: وهذا الصّحابي الذي لم يسمّ اختلف فيه، فقيل: إنّه عبد الله بن سَرْجَس، وقيل الحكم بن عمرو (١) الغفاري، وقيل: عبد الله بن مغفل المزني، حكاها ابن القطّان في بيان الوهم والإيهام.
(نهى رسول الله ﷺ أن يتمشط أحدنا كلّ يوم) قال الشّيخ وليّ الدّين: هو نهي تنزيه لا تحريم، والمعنى فيه أنّه من باب الترفّه والتّنعم فيجتنب، ولا فرق في ذلك بين الرّأس واللّحية، قال: فإن قلت: روى الترمذي في الشمائل عن أنس قال: "كان رسول الله ﷺ يكثر دهن رأسه وتسريح لحيته"؟
قلت: لا يلزم من الإكثار، التسريح كلّ يوم، بل الإكثار قد يصدق على الشيء الذي يفعل بحسب الحاجة. فإن قلت: نقل أنّه كان يسرّح لحيته
_________
(١) في ج: "بن عبد الله".
1 / 56