[باب الخاتم يكون فيه ذكر الله تعالى يدخل به الخلاء]
(هذا حديث منكر) إلى قوله: (والوهم فيه من همام ولم يروه إلّا همام) أخرجه (١) البيهقي من طريق يحيى بن المتوكّل البصري عن ابن جريج عن الزهري عن أنس: "أنّ رسول الله ﷺ لبس خاتمًا نقشه محمد رسول الله فكان إذا دخل الخلاء وضعه". قال: "وهذا شاهد ضعيف". وقال الحافظ ابن حجر: قد نوزع أبو داود في حكمه على هذا الحديث بالنّكارة مع أنّ رجاله من رجال الصحيح، والجواب: أنّه حكم بذلك لأنّ هُمامًا تفرّد به عن ابن جريج، وهما وإن كانا من رجال الصّحيح فإنّ الشيخين لم يخرجا من رواية همام عن ابن جريج شيئًا لأنّه أخذ عنه لمّا كان بالبصرة، والذين سمعوا من ابن جريج بالبصرة في حديثهم خَلَل من قِبَله، والخلل في هذا الحديث من جهة أنّ ابن جريج دلّسه عن الزهري بإسقاط الواسطة وهو زياد بن سعد، ووهم همام في لفظه على ما جزم به أبو داود وغيره. هذا وجه حكمه عليه بكونه منكرًا، قال: وحكم النسائي عليه بكونه غير محفوظ أصوب، فإنّه شاذ في الحقيقة إذ المنفرد به من شرط الصّحيح لكنّه بالمخالفة صار حديثه شاذًّا. قال: وأمّا متابعة يحيى بن المتوكّل له عن ابن جريج فقد تفيد، لكن ابن معين قال فيه: لا أعرفه، أي أنّه مجهول العدالة، وذكره ابن حبّان في الثّقات وقال: كان يخطئ. قال: على أن للنظر مجالًا في تصحيح حديث همام لأنّه مبني على أنّ
_________
(١) في ج: "أخرج".
1 / 49