وفي إسناده محمد بن عمرو بن علقمة؟ فالجواب: أنّه لم يثبت في ابن علقمة قادح مفسَّر.
(كان إذا أراد البَراز) قال الخطّابي: هو بالباء المفتوحة اسم للفضاء الواسع من الأرض، كَنّوا به عن حاجة الإنسان كما كنّوا عنها بالخلاء، يقال: تبزز الرّجل إذا تغوّط دإذا خرج إلى البراز، كما يقال: تخلّى إذا صار إلى الخلاء. قال: وأكثر الروّاة يقولونه بكسر الباء وهو غلط، إنمّا ذاك مصدر بارزت الرّجل في الحرب.
وقال النّووي في شرحه بعد حكايته: وقلّد الخطّابي في ذلك جماعة، وليس الكسر غلطًا كما قال، بل هو صحيح أو أصحّ، فقد ذكر الجوهري وغيره أن البراز بالكسر اسم للغائط الخارج من الإنسان فيظهر الكسر حينئذٍ لا سيما والرّواية بالكسر.
وذكر في تهذيب الأسماء واللّغات أن ضبطها بالكسر هو الظّاهر أو الصّواب.
(انطلق حتّى لا يراه أحد) اقتصر على هذا القدر والحديث مطوّل، أخرجه ابن عدي والبيهقي وزاد: "فنزلنا منزلًا بفلاة من الأرض ليس فيها عَلَم ولا شَجر فقال لي: "يا جابرُ، خُذ الإداوة وانطلق بنا"، فملأت الإداوة ماءً وانطلقنا، فمشينا حتى لا نكاد نُرى فإذا شجرتان بينهما أذرع فقال رسول الله ﷺ: يا جابر، انطلق فقل لهذه الشجرة: يقول لكِ رسول الله ﷺ: أَلْحِقي بصاحبتك حتّى أجلس خلفكما". ففعلتُ، فزَحَفتْ حتى لحقت بصاحبتها، فجلس خلفهما حتّى قضى حاجته".
***
1 / 35