مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود
الناشر
دار ابن حزم
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
مكان النشر
بيروت - لبنان
تصانيف
(عن أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة قالت: كان رسول الله ﷺ ينام وهو جنب من غير أن يمسّ ماء)، قال يزيد بن هارون: هذا الحديث (خطأ) (١) قال الترمذي: يريد أن قوله من غير أن يمسّ ماء غلط من السّبيعي. وقال البيهقي: طعن الحفّاظ في هذه اللّفظة وتوهّموها مأخوذة عن غير الأسود وأن السبيعي دلس، قال البيهقي: وحديث السبيعي بهذه الزيادة صحيح من جهة الرّواية لأنّه بيَّن سماعه من الأسود، والمدلّس إذا بيّن سماعه ممّن روى عنه وكان ثقةٌ فلا وجه لردّه.
قال النووي: فالحديث صحيح، وجوابه من وجهين؛ أحدهما: ما رواه البيهقي عن ابن سريج (٢) واستحسنه أن معناه لا يمسّ ماء للغسل ليجمع بينه وبين حديثها الآخر وحديث ابن عمر، والثاني: أنّ المراد أنَّه كان يترك الوضوء في بعض الأحوال ليبين الجواز إذ لو واظب عليه لاعتقدوا وجوبه، وهذا عندي حسن أو أحسن، وحديث أنس أنّه ﷺ طاف على نسائه بغسل واحد يحتمل أنّه كان يتوضّأ بينهما، ويحتمل ترك الوضوء لبيان الجواز. انتهى.
***
[باب في الجنب يقرأ القرآن]
(١) كذا عند المصنّف وفي سنن أبي داود المطبوع: "وهم".
(٢) في ج: "ابن شريح".
1 / 173