أخبرته ذات يوم بتنازلي لأمي وإخوتي عن إيراد ميراثي من الأرض البالغ أربعة أفدنة، ولكن ما الفائدة؟!
وقال مشجعا: ما زلت في مقتبل العمر والحياة، وأمامك مستقبل باهر.
فقلت في ضجر: حدثني عن الحاضر من فضلك، وخبرني بالله عن معنى الحياة بلا فيلا وسيارة وامرأة!
ضحك علي بكير موافقا، وسمعت صفية حديثي وهي قادمة بالصينية فرمقتني بنظرة ضارية وخاطبت المهندس قائلة: لا ينقصه شيء، ولكنه جاحد ابن جاحدة!
فتراجعت قائلا: لا أملك في الواقع إلا المرأة.
قالت صفية متشكية: نحن نعيش عيشة مشتركة منذ أكثر من عام، عزمت على تعليمه الاقتصاد فجرفني معه إلى التبذير.
شربنا وأكلنا ونمنا.
وغادر ثلاثتنا المسكن قبيل الغروب فذهبت صفية إلى الجنفواز، وذهبت وعلي بكير إلى الكافيه دي لابيه. سألني ونحن نحتسي القهوة: أما زالت تطمح إلى الزواج منك؟ - مجنونة .. ماذا تتوقع من مجنونة؟ - أخاف أن ... - نجوم السما أقرب إليها مني، ثم إنني مللتها جدا.
نظرنا من الزجاج إلى جو رائق. شعرت بعيني علي بكير وهما تتحولان إلي فتجاهلتهما وأنا أستشعر نذير الخطر. وما لبث أن قال: لندخل في الجد.
حولت نظري إليه. صرنا وجها لوجه. لا مفر الآن ولا مهرب، قلت: لندخل في الجد.
صفحة غير معروفة