ماج صدري بالقلق فسألتها: هل من هم جديد يضاف إلى همومنا المستعصية؟
قالت باقتضاب وازدراء: بعيني رأيتكما.
عرفت من تعني، فغاص قلبي في هاوية عميقة من صدري وسألت بيأس: من تعنين؟ - الأستاذة!
ثم بضراوة وحقد: الخطافة الداعرة!
ضحكت. يجب أن أضحك، وأن أضحك ضحكة الاستهانة التي نواجه بها عادة غضبة خاطئة في غير محلها. ضحكت وأنا أقول: يا لك من ... صادفت أستاذتك في طريقي فأديت لها ما ... قاطعتني بقسوة: كذاب .. لم تكن مصادفة .. وقد عرفت ذلك منها اليوم.
هتفت بانزعاج: لا! - اعترفت الخنزيرة بمقابلتك، ولم يدهش أحد من والديها، ولكنهم دهشوا جميعا لتطفلي أنا.
خرست، خرست تماما. وقالت هي بتقزز وغضب: لم يخلق الله أمثالك من الجبناء؟
انهزمت .. تهدمت .. ومن أعماق هاوية اليأس توسلت إليها قائلا: زهرة! .. كل ذلك يقوم على غير أساس .. إن هو إلا تخبط يائس .. راجعي نفسك يا زهرة .. يجب أن نذهب معا.
لم تسمع كلمة مما قلت إذ واصلت كلامها قائلة: ماذا أفعل؟ .. لا حق لي عليك .. وغد حقير .. غر في ألف داهية!
وبصقت في وجهي!
صفحة غير معروفة