منة المنعم في شرح صحيح مسلم
الناشر
دار السلام للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٢٠ هـ - ١٩٩٩ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
وقد كان يحدث ويذاكر أثناء رحلاته العلمية أيضًا. قال أبو قريش الحافظ: كنت عند أبي زرعة الرازي، فجاء مسلم بن الحجاج، فسلم عليه، وجلس ساعة وتذاكرا (١) وقال ابن أبي حاتم: كتبت عنه - أي عن الإمام مسلم - بالري، وقد قدم بغداد غير مرّة، فحدت بها، وكان آخر قدومه بغداد في سنة تسع وخمسين ومائتين (٢)، أي قبل وفاته بنحو عامين.
ثناء العلماء والأئمة عليه:
كان الإمام مسلم جليل القدر في نظر الأئمة والعلماء. قال له إسحاق الكوسج ومسلم ينتخب عليه: لن نعدم الخير ما أبقاك الله للمسلمين (٣).
وقال أبو عبد الله محمد بن يعقوب الأخرم الحافظ: إنما أخرجت نيسابور ثلاثة رجال: محمد بن يحيى، ومسلم بن الحجاج، وإبراهيم بن أبي طالب (٤).
وقال أبو قريش الحافظ: حفاظ الدنيا أربعة: أبو زرعة بالري، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى (٥).
وذكر أبو عبد الله الحاكم أن محمد بن عبد الوهاب الفراء قال: كان مسلم بن الحجاج من علماء الناس ومن أوعية العلم (٦).
وقال الحاكم: سمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم: سمعت أحمد بن سلمة يقول: رأيت أبا زرعة وأبا حاتم يقدمان مسلم بن الحجاج معرفة الصحيح على مشائخ عصرهما (٧).
صلته مع الإمام البخاري:
كانت للإمام البخاري منة جسيمة في صنع الإمام مسلم. قال الدارقطني: لولا البخاري ما راح مسلم ولا جاء (٨).
وكان الإمام مسلم يشكر ذلك ويقدره: قال الخطيب البغدادي: جاء مسلم بن الحجاج
_________
(١) سير أعلام النبلاء: ١٢/ ٥٧٠، تذكرة الحفاظ: ٢/ ٥٨٩.
(٢) تاريخ بغداد: ١٣/ ١٠١.
(٣) تذكرة الحفاظ: ٢/ ٥٨٨، ٥٨٩، سير أعلام النبلاء: ١٢/ ٥٦٣.
(٤) سير أعلام النبلاء: ١٢/ ٥٦٥.
(٥) سير أعلام النبلاء: ١٢/ ٥٦٤.
(٦) سير أعلام النبلاء: ١٢/ ٥٧٩.
(٧) سير أعلام النبلاء: ١٢/ ٥٧٩، تاريخ بغداد ١٣/ ١٠١.
(٨) سير أعلام النبلاء: ١٢/ ٥٧٠.
1 / 14