ووسمت هذا الكتاب بالأقوال مكان الأبواب، لئلا يشتبه بغيره من الكتب، لأني وجدت كثيرا من الكتب قد ذهب أولها وآخرها، ولم تعرف أنها أي كتاب هي ؟!!، ولا من أي تصنيف، فجعلت علامة لا يشبهها شيء من تصانيف أهل (عمان).
ولا مزيد علي ما صنفه السلف الماضون، ولا يدرك غايتهم المتأخرون، ولكن لابد في كل زمان من بجديد ما طال به العهد، ودرس منه البعض، تنبيها للغافل، وتعليما لتجاهل، وتقريبا للمطالعة، وتخفيفا لمن أراد جمع أصول الشريعة.
لأن كتب أهل (عمان) السالفة- منها المختصرات التي هي دون الوصول إلي المراد، ومنها المطولات التي يشق جمعها علي أهل الطلب والارتياد.
وهذا كتاب يكتفي به عن المختصرات، والمطولات لأنه جامع لأكثر المعاني بألفاظ مختصرة، فجمعت فيه بعون الله حسن نوفيقه- ما يسره الله لي من آثار أصحابنا (رحمهم الله)، وما رأيته موافقا للحق من آثار غيرهم.
وأرجو أن يكون مفيدا لمن أقبل إليه، هاديا لمن اعتمد عليه، تعصبا لإحياء آثار أهل هذه النحلة الزهراء والدعوة الغراء، وهم أهل الاستقامة من أمة محمد صلي الله عليه وسلم أرجو أن يكون لي ذخرا عند الله في المال، وهو المحمود علي كل حال .
فمن وقف علي ما كتبته، وألفته، ورسمته، وصنفته- فليمهد لي العذر في تقصيري، ويسد الخلل من خطئي في تسطيري، وليأخذ ما وافق الحق، وليصلح منه ما خالف آثار أهل العدل والصدق.
فإني أعترف علي نفسي بالقصور عن الوصول إلي المراتب الشريفة، والهمم العالية المنيفة، إلا أني معتمد علي فضل الله، وتيسيره، وعونه وإرشاده، وتسديده وله علينا بما أولادنا من ضروب النعمة.
فرحم الله أمرا لزم العلم وأهله وقبل الحق، وأخذ به، ورغب في تعليم العلم ودرسه وجعل هذا الكتاب شعاره، ودثاره.
و"ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم" وصلي الله علي رسوله محمد النبي وآله وسلم تسليما.
***
القول الأول
صفحة ٩