وقيل لامرأة من المتعبدات: أين محل الحب؟ وأين محل الشوق؟ وأين محل الوجد؟ فقالت: الحب في القلب، والشوق في الفؤاد، والوجد في السر ، فقيل لها: الفؤاد غير القلب؟ قالت: نعم إن الفؤاد نور القلب، والسر نور الفؤاد؛ فالقلب يحب، والفؤاد يشتاق، والسر يجد، قيل لها، وماذا يجد؟ قالت: الحق قيل لها: وكيف يوجد الحق؟ قالت: وجدان الحق بلا كيف، والله أعلم وبه التوفيق.
القول الخامس
في ذكر الأخبار المروية عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -)
وبيان معرفتها
وهي التي تتعلق بها أحكام الشريعة، وتختلف الفقهاء في تأويلها.
فمنها: أخبار المراسيل وهو: أن يروي التابعي الخبر عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -)، ولم يشاهد النبي (- صلى الله عليه وسلم -)؛ فيحب أن يكون بينه وبين النبي (- صلى الله عليه وسلم -) صحابي؛ فلا يذكره؛ أما أن يكون قد سمع من الصحابي، فاقتصر على ما قد روي له، ولم يحتج إلى ذكر من أخبره، أو يكون قد صح عنده الخبر عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -) بالإخبار عن ذلك الصحابي، ويسنده عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -).
ومنها: أخبار المقاطيع، وهو أن يروي الرجل الخبر عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -)؛ فيسقط في الوسط رجلا لا يذكره في إسناده؛ فإذا ترك ذلك الرجل - انقطع الخبر إلى حيث ترك الرجل.
ومنها الخبر الموقوف من الأخبار؛ وهو أن يروي الخبر عن الصحابي، والتابعي؛ فيوقف الخبر عليهما.
ومنها أخبار المتن: وهي التي تروي عن النبي (- صلى الله عليه وسلم -)، ولا يذكر من رواها عنه من أصحابه، ويعتمد على صحتها.
ومنها خبر الصحيفة: وهو أن يروي الراوي الخسبر إلى أن ينتهي به إلى رجل، فيقول عن أبيه عن جده، ولم ير ذلك المذكور النبي (- صلى الله عليه وسلم -) فإذا كان الخبر على هذا الوصف ونحوه - سمي خبر الصحيفة.
صفحة ٥٤