============================================================
أطاعه، وبالعقاب الخالد إن عصاه وتولى عنه، فعند ذلك تبعثه هذذه المعرفة واليقين بالغيب على التشمير للخدمة ، والإقبال على العبادة لهاذا السيد المنعم الذي طلبه فوجده، وعرقه بعد ما جهله، ولكنه لا يدري كيف يعبده، وماذا يلزمه من خدمته بظاهره وباطنه فبعد حصول هذذه المعرفة بالله سبحانه وتعالى، واستكمال العلم والمعرفة.
جهد حتى يتعلم ما يلزمآه من الفرائض الشرعية ظاهرا وباطنا .
فلما استكمل العلم والمعرفة بالفرائض. . انبعث ليأخذ في العبادة ويشتغل بها، فنظر فإذا هو صاحث جنايات وذنوب - هلذا حال الأكثر من الناس- فيقول : كيف أقبل على العبادة وأنا مصر على المعصية متلطخ بها ؟! فيجب علي أولا أن أتوب إليه؛ ليغفر لي ذنوبي، ويخلصني من أسرها ، ويطهرني من أقذارها، فأصلح للخدمة وبساط القربة، فتستقبله هلهنا عقبة التوبة، فيحتاج لا محالة إلى قطعها، ليصل إلى ما هو المقصوذ منها، فأخذ في ذلك باقامة التوبة في حقوقها وشرائطها إلى أن قطعها فلما حصلث له الثوبة الصادقة ، وفرغ من قطع هلذه العقبق. حنا العبادة ليأخذ فيها، فنظر فإذا حوله عوائق محدقة به، كل واحدة منها تعوقه عما قصد من العبادة بضرب من التعويق، فتأمل فإذا هي آربع: الدنيا، والخلق، والشيطان، والنفس، فاحتاج لا محالة إلى دفع هلذه العوائق وإزاحتها عنه، وإلا.. فلا يتأتى له أمرآه من العبادة، فاستقبلته هلهنا عقبة بوائق، فيحتاج إلى قطعها بأربعة أمور: التجرؤد عن الدنيا ، والتفرود عن الخلق، والمحاربة مع الشيطان، والمخالفة للنفس.
فأما التفس فأشدها ؛ إذ لا يمكنه التجرود عنها ، ولا أن يقهرها بمرة ويقمعها كالشيطان؛ إذ هي المطية والآلة، ولا مطمع أيضا في موافقتها على ما يقصده العبد من العبادة والإقبال عليها ؛ إذ هي مجبولة على ضد الخير كالهوى واتباعها له، فاحتاج إذن إلى أن يلجمها بلجام التقوى؛ لتبقى له فلا تنقطع، وتنقاد له
صفحة ٣٩