============================================================
"إن يدفع عن عمرك.. فسيأتي عليك زمان كثير خطباؤه، قليل علماؤه، كثير سؤاله، قليل معطوه، الهوى فيه قائد العلم " قال : ومتى ذلك ؟ قال : 9 إذا أميتت الصلاة، وقبلت الرآشا، ويباع الدين بعرض يسير من الذنيا ، فالنجاء ويحك ثم النجاء"(1).
قلث : وجميع ما ذكر في هلذه الأخبار تراه بعينك في زمانك وأهله ، فانظز لنفسك.
ثم إن السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعوا على التحذير من زمانهم وأهله، وآثروا العزلة، وأمروا بذلك، وتواصوا به، ولا شك أنهم كانوا أبصر وأنصح، وأن الزمان لم يصر بعدهم خيرا مما كان، بل أشو وأمر، وهو ما ذكر عن يوسف بن أسباط أنه قال : سمعت الثوري يقول : (والله الذي لا إله إلأ هو ؛ لقد حلت العزلة في هلذا الزمان)(2) .
(2) (3) قلث أنا : ولئن حلت في زمانه . . ففي زماننا هلذا وجبت وافترضت(3).
وعن سفيان أيضا أنه كتب إلى عباد الخواص رحمهما الله تعالى : (أما بعد : فإنك في زمان كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم يتعوذون بالله من آن يدركوه - فيما بلغنا- ولهم من العلم ما ليس لنا، فكيف بنا حين أدركناه على قلة علم ، وقلة صبر ، وقلة أعوان على الخير ، وكدر من الدنيا، وفساد من الناس ؟1 فعليك بالأمر الأول، وعليك بالعزلة وترك
صفحة ٧٢