============================================================
وتقضي الفوائت بما تقدر عليه، وترجع في الباقي إلى الله سبحانه وتعالى بالابتهال والتضروع ليكفيك ذلك .
ثم تذهب فتغتسل، وتغسل ثيابك، وتصلي آربع ركعات كما يجب، وتضع وجهك على الأرض في مكان خال لا يراك إلأ الله سبحانه ، ثم تجعل الثراب على رأسك، وتمرغ وجهك الذي هو أعز أعضائك في الثراب بدمع جار، وقلب حزين، وصوت عال، وتذكر ذنوبك واحدا واحدا ما أمكنك، وتلوم نفسك العاصية عليها ، وتوبخها وتقول : أما تستحي يا نفس؟ أما آن لك أن تتوبي؟ ألك طاقة بعذاب الله سبحانه ؟ ألك حاجة بسخط الله سبحانه ؟ وتذكر من هلذا كثيرا وتبكي.
ثم ترفع يديك إلى الرب الرحيم سبحانه وتقول : إلهي ؛ عبذك الابق رجع الى بابك ، عبذك العاصي رجع إلى الصلح، عبدك المذنب أتاك بالعذر، فاعف عني بجودك، وتقبلني بفضلك، وانظر إلي برحمتك، اللهم؛ أغفر لي ما سلف من الذنوب ، واعصمني فيما بقي من الأجل ، فإن الخير كله بيدك ، وأنت بنا رؤوف رحيم.
ثم تدعو دعاء الشدة، وهو : يا مجلي عظائم الأمور، يا منتهى همة المهمومين ، يا من إذا أراد أمرا.. فإنما يقول له كن فيكون، أحاطت بي ذنوت أنت المذخور لها(1)، يا مذخورا لكل شدة؛ كنث أدخرك لهذه الساعة، فتث علي ، إنك أنت التواب الرحيم.
ثم اكثز من البكاء والتذلل ، وقل : يا من لا يشغله شأن عن شأن ، ولا سمع عن سمع ، يا من لا تغلطه المسائل ، يا من لا يبرمه إلحاح الملحين(2) ؛ أذقني برد عفوك، وحلاوة مغفرتك ، برحمتك يا أرحم الراحمين، إنك على كل شيءآ قدير.
صفحة ٦٣