============================================================
عن دلالات الحدث، منفردا بالقدم عن كل محدث، وأن محمدا صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله، الصادق فيما جاء به عن الله سبحانه وتعالى، وفيما ورد على لسانه من أمور الآخرة.
ثم مسائل في شعائر السنة تجب معرفتها، وإياك أن تبتدع في دين الله تعالى ما لم يأت به كتاث ولا أثر، فتكون مع الله سبحانه على أعظم خطر : وجميع أدلة التوحيد موجود أصلها في كتاب الله تعالى ، وقد ذكرها شيوخنا رضي الله عنهم في كتبهم التي صنفوها في أصول الديانات .
وعلى الجملة : كل ما لا تأمن الهلاك مع جهله فطلب علمه فرض لا يسوغ لك تركه، فهذه هلذه ، وبالله التوفيق.
وأما الذي يتعين فرضه من علم السر : فمعرفة مواجبه ومناهيه ، حتى يحصل لك تعظيم الله تعالى، والإخلاص، والنية، وسلامة العمل ، وعامة ذلك يأتي في كتابنا هلذا إن شاء الله تعالى.
وأما ما يتعين من علم الشريعة : فكل ما تعين عليك فرض فعله وجب عليك معرفته لتؤديه، كالطهارة والصلاة والصيام، وأما الحج والجهاد والزكاة : إن تعين عليك.. وجب عليك علمه لتؤديه، وإلأ.. فلا.
فهذا حد ما يلزم العبد تحصيله من العلم لا محالة، ويتعين فرضه بحيث لا بد لك من ذلك: فإن قلت : فهل يفترض علي أن أتعلم من علم التوحيد ما أنقض به جميع ملل الكفر وألزمهم حجة الإسلام، وأنقض به جميع البدع وألزمهم حجة السنة؟
فاعلم : أن هلذا فرض على الكفاية ، وإنما يتعين عليك ما تصخح به اعتقادك في أصول الدين لا غير.
وكذلك لا يتعين عليك معرفة فروع علم التوحيد ودقائقه، والإتيان على جميع مسائله.
نعم؛ إن وردت عليك شبهة في أصول الدين، تخاف أن تقدح في
صفحة ٤٩