============================================================
الخطر العظيم في بيان معنى سوء الخاتمة من (كتاب الخوف) من جملة كتب "إحياء علوم الدين" .
ثم يجب أن تعلم ما يلزمك فعله من الواجبات الشرعية على ما أمرت به لتفعل ذلك، وما يلزمك تركه من المناهي لتترك ذلك، وإلا.. فكيف تقوم بطاعات لا تعرفها ما هي، وكيف هي ، وكيف يجب أن تفعل؟ ! وكيف تجتنب معاصي لا تعلم أنها معاص ، حتى لا توقع نفسك فيها؟ !
فالعبادات الشرعية ، كالطهارة والصلاة، والصوم وغيرها، يجب أن تعلمها بأحكامها وشرائطها حتى تقيمها، فربما أنت مقيم على شيء سنين وأزمانا مما يفسد عليك طهارتك وصلواتك، أو يخرجهما عن كونهما واقعتين على وفاق الشنة وأنت لا تشعر بذلك ، ورئما يعترض لك مشكل ولا تجد من تسأله عن ذلك، وأنت ما تعلمته ثم مدار هلذا الشأن أيضا على العبادات الباطنة التي هي مساعي القلب ، يجب أن تعلمها؛ من التوكل والتفويض، والرضا والصبر، والتوبة والإخلاص، وغير ذلك مما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى.
ويجث أن تعلم مناهيها التي هي أضداذ هلذه الأمور؛ كالشخط والأمل، والرياء والكبر والعجب؛ لتجتنب ذلك ؛ فإن هذذه فرائض نص الله تعالى على الأمر بها ، والنهي عن أضدادها في كتابه العزيز، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم - كما قال تعالى : ( وعلى الله فتوكلوا إن كنشر مومنين}، واشكروا لله إن كنتر إيياء تعبدو}، وأصير وما صبرك إلا يألله}، وقوله تعالى : وتبتل إليه بتيلا} أي : أخلص إليه إخلاصا ، ونحو ذلك من الآيات - كما نص على الأمر بالصلاة والصوم ، فما لك أقبلت على الصلاة والصوم ، وتركت هلذه الفرائض والأمر بهما من رب واحد، في كتاب واحد؟! بل غفلت عنهما، فلا تعرف شيئا منهما، فصرت ممن أصبح بعاجل حظه مشغوفا، حتى صير المعروف منكرا ، والمنكر معروفا، ومن أهمل العلوم التي سماها الله تعالى في كتابه نورا وحكمة وهدى، وأقبل على ما به يكتسب الحرام، ويكون مصيدة
صفحة ٤٦