والكريم: صفة ذات، وصفة فعل، فمن جعل الكريم بمعني العزيز الممتنع فهو من أسماء الذات، ومن عني به: المتفضل بالإعطاء فهو من صفات العمل، ويجوز أن يقال: لم يزل الله كريما أي: عزيزا ممتنعا.
الجواد:
وهو الذي يتفضل على من لا يستحق، ويعطي من لا يستوجب، وقيل: هو الذي لا تحصي عطاياه، وقد سمي الله نفسه؛ لأنه جواد كريم، فنصفه بذلك كما وصف نفسه.
ولا يجوز أن يقال: لم يزل الله جوادا؛ لأن الجود من إنعامه، وأفضاله على عباده، وذلك فعل منه؛ فلا يجوز أن يكون من لم يزل موصوفا بذلك، ولا يجوز أن يرصف أنه سخي، ويجوز أن يوصف أنه مفاضال، ومنعم.
اللطيف:
هو العالم، والعالم الذي لا يخفي عليه شيء، وهو اللطيف في صنعه برأفته، ورحمته. وقيل: اللطيف: الواسع في العلم، العليم بكل شيء؛ حتى يري أثر النملة على الصفا تحت الأرض، وقيل: اللطيف المنعم على عباده بلطيف صنعه، وتدبيره، وقد وصف نفسه تعالي بأنه لطيف خبير.
الخبير:
العالم بالشيء، يقال: فلان خبير بهذا الشيء. أي: عالم، قال الله تعالي: " فاسئل به خبيرا".
الجليل. العلي. العظيم:
كل هذه الأسماء بمعني واحد، وهو: أنه سيد، ومالك الأشياء، قاهر لها مقتدر عليها، وسيد القوم كبيرهم، وجليلهم، وعظيمهم، والعلي في اللغة؛ بمعني الغالب، والقاهر؛ قال الله تعالي: " ولعلا بعضهم على بعض " أي: غلب بعضهم بعضا وقهره، وقال: " إن فرعون علا في الأرض " أي قهر أهلها، واستولي عليهم. ويجوز أن يقال: لم يزل الله عليا؛ لأنه قادر على جميع الأشياء، فكان عليا متعاليا على معني أنه متنزه جليل، كما قال الله تعالي: " تعالى الله عما يشركون ":
ولا يقال: إن الله شريف، أو رفيع؛ كما يقال: على، ولكن يقال: رفيع الدرجات، والله أعلم.
المجيد والماجد:
صفحة ٢٨٦