32

منهج السالك إلى بيت الله المبجل في أعمال المناسك على مذهب الإمام أحمد بن حنبل

محقق

صالح بن غانم السدلان

الناشر

دار بلنسية

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هجري

مكان النشر

الرياض

للصواب ويجعلها لي ذخيرة يوم المآب وينفع بها العباد في جميع البلاد


= المائدة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾(١).

يتّضح مما تقدم أن التوسل لغة وشرعاً لا يخرج عن معنى التقرُّب أو ما يؤول إليه من القربى إلى الله تعالى بما يرضاه من الأعمال الصالحة،

والتوسُّل ينقسم إلى قسمين:

  1. توسُّل مشروع.

  2. توسُّلٌ ممنوع.

فأما التوسل المشروع : فهو ما دلَّ عليه الكتاب والسنة وقرره علماء الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المهديين. والتوسُّل الممنوع: هو ما جاء على خلاف ذلك؛ فلم يدل عليه الكتاب ولا السنة ولم يقرره علماء الأمة المعتبرون، ولم يُبْنَ على أدلة واضحة من كتاب الله تعالى أو سنة رسوله ﷺ بل بأدلة واهية أو متكلفة والحق لا ينبغي أن يكون هذا مستنده، وكلٌ ينجو بنفسه، وليحذر من التقليد والمتابعة على غير هدىً، وعدم وجود التوسُّل الممنوع في الكتاب والسنة دليل على عدم مشروعيته وإذا لم تثبت مشروعيته فهو إذن ليس مشروعاً. وبَدَهيَّ إذا لم يكن مشروعاً أن يكون ممنوعاً وحراماً، وسؤال الله تعالی بحق أنبيائه وأوليائه لیس شركاً ولكنه بدعة وضلالة، وما كان كذلك فلا يجوز جعله عبادة وقربه إلى الله تعالى، إذْ لا يسع أحد أن يتعبد إلا بما شرع الله ورسوله ... وبعد: =

(١) سورة المائدة، الآية: ٣٥.

32