منهج السالك إلى ألفية ابن مالك
محقق
حسن حمد
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
النحو والصرف
وأما "غَيْرِي" سيبويه والأكثر فإنه "اخْتَارَ الانْفِصَالا" فيهما؛ لأن الضمير في البابين خبر في الأصل، وحق الخبر الانفصال، وكلاهما مسموع، فمن الأول قوله "من الطويل":
٥٣- لَئِنْ كَانَ إيَّاهُ لَقَدْ حَالَ بُعْدُنَا ... عَنْ الْعَهْدِ وَالإنْسَانُ قَدْ يَتَغَيرُ
ومن الثاني قوله "من البسيط":
٥٤- أخِي حَسِبْتُكَ إيَّاهُ وَقَدْ مُلِئَتْ ... أَرجَاءُ صَدْرِكِ بالأَضْغَانِ وَالإحَنِ
_________
= حرف تعليل. "لم تزل": "لم": حرف نفي وجزم وقلب، "تزل": فعل مضارع ناقص مجزوم بـ"لم". واسمه ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: "أنت". "لاكتساب": جار ومجرور متعلقان بـ"مبتدرا". وهو مضاف. "الحمد": مضاف إليه مجرور. "مبتدرا": خبر "لم تزل" منصوب بالفتحة.
وجملة "بلغت" الفعلية ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "إخالكه" الفعلية في محل جر نعت "امرئ". وجملة "لم تزل ... " تعليلة لا محل لها من الإعراب، أو في محل جر بالإضافة إذا اعتبرت "إذ" ظرفا.
الشاهد: قوله: "إخالكه" حيث أتى بالضمير الثاني، وهو "الهاء" متصلا، وهو المفعول به الثاني لـ"إخال"، وهذا جائز.
٥٣- التخريج: البيت لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص٩٤؛ وتخليص الشواهد ص٩٣؛ وخزانة الأدب ٥/ ٣١٢، ٣١٣؛ وشرح التصريح ١/ ١٠٨؛ وشرح المفصل ٣/ ١٠٧؛ والمقاصد النحوية ١/ ٣١٤؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ١٠٢؛ والمقرب ١/ ٩٥.
شرح المفردات: حال: تغير. عن العهد: عما كنا عليه سابقا.
المعنى: يقول: لئن كان هو الشخص الذي كنا نعرفه؟! لقد تغير، والدهر قد يغير الإنسان، ويبدل أحواله.
الإعراب: "لئن": اللام الموطئة للقسم، و"إن": حرف شرط جازم. "كان": فعل ماض ناقص، وهو فعل الشرط. واسمه ضمير مستتر فيه جوازا تقديره "هو". "إياه": ضمير منفصل مبني في محل نصب خبر "كان". "لقد": اللام رابطة لجواب القسم، و"قد": حرف تحقيق. "حال": فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "بعدنا": ظرف زمان منصوب متعلق بـ"حال". و"نا": في محل جر بالإضافة. "عن العهد": جار ومجرور متعلقان بـ"حال". "والإنسان": الواو حالية، و"الإنسان" مبتدأ مرفوع. "قد": حرف تقليل. "يتغير": فعل مضارع مرفوع بالضمة وفاعله "هو".
وجملة "أقسم" المحذوفة ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة: "حال ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها جواب القسم. والجملة الشرطية "إن كان ... " مع الجواب المحذوف اعتراضية بين القسم وجوابه، لا محل لها من الإعراب. وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم. وجملة: "الإنسان قد يتغير" الاسمية في محل نصب حال. وجملة "يتغير" الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: "لئن كان إياه" حيث جاء خبر "كان" ضميرا منفصلا، والأكثر أن يكون كذلك.
٥٤- التخريج: البيت بلا نسبة في شرح التصريح ١/ ١٠٧؛ والمقاصد النحوية ١/ ٢٨٦. =
1 / 97