متألها(1)، فقال : يا معشر همدان ! إنه يقال للمحق : صدق فوك . ويقال للرامى : لا يشلل يدك . إن الكذب يزري بالدين ، والفحش يزري بالحسيب(3). وقد قامت لكم خطباء نعمت(3) أفواقهم ، ورماة لكم شلت أيديهم(6) - فكذبوا الحق وسفهوا الحليم ، فانصروا هذا الدين الذي به نصرتم ، واذكروا اليوم ماكنتم فيه أمس من العافية والعز ، ولا تقولوا لانطيغ الله مادام فيهم عاص ؛ فيإن الدنيا لا يكون فيها إلا عاص ومطيع . واعلموا أنه لا ينفعكم أن يكون غيركم شرا منكم؛ ولكنه ينفعكم أن تكونوا خيرا من غيركم . واعلموا أنه لو أراد الله أن لا يجعل دون يده يدا ناصرة ولاخاذلة ، ولا يجعل بينه وبين خلقه رسلا ، ناهية ولاآمرة ، وأن يقطع الأسباب من العباد ؛ حتى يديل (6) منه إلى خلقه عيان ، فعل . ولكنه أظهر الأسباب وحجب الغيوب ليعمل الناس على اليأس والرجاء . وقد كان من فضلكم أن رسول الله عللتم ، كتب إليكم في رحالكم، وأوصى بعضكم بيعض ، وأعطاكم أرض البون (6) فلكم بها الفضل على الناس» .
فقاموا إليه فقبلوا رأسه - وكان ملكا - فقال : ألا كل أمر وإن جلت مصيبته بالغا مابلغ خفيف على لما انطفت
معاشر كانوا من أهل الوتغ(
صفحة ١٦١