294

============================================================

في القبر حق، وإعادة الراوح إلى العبد في قبره حق....

الومن نبيك؟ (في القبر)، أي في قبره أو مستقره (حق)، أي واقع، وإخباره عليه الصلاة والسلام بعذابه صدق، ففي الصحيحين: "عذاب القبر حق"، ال ومر عليه الصلاة والسلام على قبرين(1)، فقال: "إنهما ليعذبان"، وقد نزل فيه قوله تعالى: يثيت الله الذيء امنوا يالقول الثايت في الحيوة الدنيا وفى الأخرة، أي في القبر كما في الصحيحين وغيرهما.

ال واستثنى من عموم سؤال القبر الأتبياء عليهم السلام والأطفال والشهداء، ففي صحيح مسلم أنه عليه الصلاة والسلام سئل عن ذلك؟ فقال: "كفى ببارقة السيوف شاهدا"(2). ففي الكفاية أنه لا سؤال للأنبياء عليهم السلام. وقال السيد أبو شجاع من علماء الحنفية: إن للصبيان سؤالا، وكذا للأنبياء عند البعض، وقال بعضهم: صبيان المسلمين مغفور لهم قطعا، والسؤال لحكمة لم يطلع عليها. وتوقف الإمام الأعظم رحمه الله في سؤال أطفال الكفرة ودخولهم الجنة، وغيره حكم بذلك فيكونون خدم أهل الجنة.

(واعادة الروح)، أي ردها أو تعلقها (إلى العبد)، أي جسده بجميع أجزائه أو ببعضها مجتمعة أو متفرقة (في قبره حق) والواو لمجرد الجمعية فلا ينافي أن السؤال بعد إعادة الروح وكمال الحال، فيقول المؤمن: هربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله تعالى عليه وسلم؛ ويقول الكافر: هاه هاه لا آدري" رواه أبو داود، وأصله في الصحيحين. وفي (1) (مر رسول الله على قبرين) البخاري، وضوء 6ه، الجنائز 82، مسلم طهارة 11 ولفظ أحمد (متى مات صاحب هذا القبر) 114/3 .

(2) (كفى ببارقة السيوف شاهدا) النسائي، جنائز 112.

292

صفحة ٢٩٤