============================================================
ونسميه مؤمنا حقيقة، ويلجوز أن يگون مؤمنا فاسقا غير كافر.
وأما ما نقله القونوي حيث قال: قد ذكر آبو حنيفة رحمه الله في الفقه الأكبر أن أبا حنيفة رحمه الله سئل عن الخوارج المحكمة؟ فقال: هم أخبث الخوارج، فقيل: أنكفرهم؟ فقال: لا، ولكن نقاتلهم على ما قاتلهم الأئمة من أهل الخير كعلي بن أبي طالب وعمر بن عبد العزيز.
فما وجدناه في النسخ المصححة ولا في الأصول المعتبرة.
ثم قال القونوي: وفي قوله بذنب إشارة إلى تكفيره بفساد اعتقاده، كفساد اعتقاد المجسمة والمشبهة والقدرية ونحوهم، لأن ذلك لا يسى ذنبا، والكلام في الذنب انتهى. ولا يخفى أن اعتقاد القدرية لا يعد من الأمور الكفرية، بل يعد من كبائر الذنوب وأقبحها حيث لا توبة للمبتدع.
(ونسميه)، أي مرتكب الكبيرة (مؤمنا حقيقة)، أي لا مجازا، لأن الإيمان هو التصديق بالجنان والإقرار باللسان. وأما العمل بالأركان فهو من كمال الايمان وجمال الإحسان عند أهل السنة والجماعة، وشرط أو شطر عند الخوارج والمعتزلة، فهذا منشأ الخلاف في المسألة (ويجوز أن يكون)، أي الشخص (مؤمنا)، أي بتصديقه وإقراره، (فاسقا)، أي بعصيانه واصراره (غير كافر)، أي لثباته في مقام اعتباره.
وأصل هذه المنازعة أن رئيس المعتزلة واصل بن عطاء(1) اعتزل (1) واصل بن عطاء أبو حذيفة، يلقب بالغزال، ولد في المدينة المنورة سنة ثمانين" ثم انتقل إلى البصرة فسمع من الحسن وغيره، توفي سنة إحدى وثلاثين ومائة.
(ميزان الاعتدال 3/ 267) .
219
صفحة ٢٢١