============================================================
ولا بعير يئط(1)، أي: ما لنا بعير أصلا ؛ لأنه إذا وجد.. لا بد أن يئط، وأنشد أبياتا، فقام صلى الله عليه وسلم يجر رداءه حتى صعد المنبر، فرفع يديه إلى السماء ودعا، فما رد يده إلى تحره حتى انبعثت السماء بأبراقها وعادوا يضجون، فضحك صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال : "لله در أبي طالب! لؤ كان حيا..
لقرث عيناه، من ينشدنا قوله ؟ " فقال علي : يا رسول الله ؛ كأنك تريد قوله : وأييض يستسقى الغمام يوجهه ثمال اليتامى عضمة للأرامل مع أبيات أخر، فقال صلى الله عليه وسلم وأجل"(2).
فهذا نص صريح من الصادق بأن منشىء البيت آبو طالب، فنسبته لعبد المطلب غلط صريح تبيه: براوية ابن عساكر هلذه يسقط قول السهيلي في " روضه " : (فإن قيل: كيف قال أبو طالب: " وأبيض يستسقى الغمام بوجهه..2 البيت ولم يره قط استسقى، إنما كان استسقاؤه صلى الله عليه وسلم بالمدينة في سفر وحضر، وفيها شوهد ما كان من سرعة إجابة الله له ؟ . فالجواب : آن أبا طالب قد شاهد من ذلك أيضا في حياة عبد المطلب ما دله على ما قال) اه(3).
ووجه سقوطه : ما تقرر آن آبا طالب استسقى به صلى الله عليه وسلم فسقي، فأنشأ ذلك البيت حينئذ وأنشده.
والعجب من شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر أنه غفل أيضا عن رواية ابن عساكر هذه، فأجاب عن إشكال السهيلي بقوله : (ويحتمل أن يكون أبو طالب مدحه بذلك لما رأى من مخايل ذلك فيه وإن لم يشاهد ذلك) اه(4) إذ لو استحضر رواية ابن عساكر هذه.. لم ييد هذذا الاحتمال: ولما بلغ صلى الله عليه وسلم ثنتي عشرة سنة.. خرج به أبو طالب إلى الشام حتى (1) أطيط الإبل: صوتها وأنينها من التعب.
(2) دلائل النبوة (141/6).
(3) الروض الأنف (39/3).
(4) فتح الباري (496/2).
صفحة ٩٢