377

Minah Makkiyya

تصانيف

============================================================

لكم أولياء) أي: متوالون ومتفقون على حرب محمد صلى الله عليه وسلم، وسبب ذلك: أن جماعة من اليهود، منهم اللعين حيي بن آخطب: ازدادت عداوتهم له صلى الله عليه وسلم حتى قدموا على قريش بمكة فدعوهم لحربه صلى الله عليه وسلم، وقالوا: نكون معكم عليه حتى نستأصله، فوافقوهم، ثم ذهبوا لغطفان وذكروا لهم ذلك، فوافقوهم، فخرجت قريش وقاثدها أبو سفيان قبل إسلامه، وغطفان ومن معهم من أهل نجد وقائدها عيينة بن حضن، فاجتمعوا في عشرة آلاف ، واليهود قاطعون بأنهم بذلك يستأصلون المسلمين فلما سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. أشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق؛ لأن العرب لم تكن تعرفه، فاجتهد فيه صلى الله عليه وسلم هو وأصحابه، فلما وصل العدو إليه.. خرج إليهم في ثلاثة آلاف، فمكثوا نحو عشرين يوما أو خمسة عشر يوما- وهو الأشهر - لا قتال بينهم إلا الرمي بالنبل والحصى، ثم اشتد الحرب، فجاء نعيم بن مسعود إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: إني أسلمت ولم يعلم بي قومي، فمرني بما شئت، فأمره بأن يخذل عنهم ما استطاع، فإن الحرب خدعة، فذهب إلى بني قريظة وكان نديمهم في الجاهلية، فحسن لهم التخلف عن معاونة قريش إلا إن أخذوا منهم رهنأ، وخوفهم على أموالهم وأولادهم، فقالوا: أشرت بالرأي: ثم ذهب إلى العرب وقال لهم عن اليهود مثل ذلك، وأنهم ندموا على ذلك، وأرسلوا لمحمد صلى الله عليه وسلم بذلك، فأرسلوا رسلهم لقريظة، فذكروا لهم ذلك فاعتقدوا صدق نعيم، وانحل عزمهم، فخذلهم الله تعالى، وأرسل عليهم الريح في ليال شديدة البرد، فكفأت قدورهم، وطرحت خيامهم، وبلغه صلى الله عليه وسلم تخالفهم وما هم فيه، فقال لحذيفة بن اليمان : "أذهب فأنظر ما فعل القوم، ولا تخدين شيئا حتى تأتينا" فدخل بينهم ، فسمع أبا سفيان يقول : لينظر الرجل منكم من جليسه، قال حذيفة: فأخذت بيد من بجنبي، فقلت: من أنت ؟

فقال: فلان بن فلان، ثم قال أبو سفيان: والله يا معشر قريش ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، ثم أمرهم بالرحيل وارتحل، ولولا عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ أن : لا تحدث شيئا. لقتلته بسهم، ثم

صفحة ٣٧٧