============================================================
الكائنة بين أزمنة الرسل الذين لم يرسل إليهم الأول ولا أدركوا الثاني، ثم قال : (ولما دلت القواطع على أنه لا تعذيب حتى تقوم الحجة.. علمنا أن أهل الفترة غير معذبين) اهوهو موافق لما ذكرته.
وما أحسن قول بعض المتوقفين في هلذه المسألة : (الحذر الحذر من ذكرهما بنقص، فإن ذلك قد يؤذيه صلى الله عليه وسلم؛ لحديث الطبراني : "لأ تؤذوا الأخياء بسب الأموات ") اه(1) وأما الذين صح تعذيبهم مع كونهم من أهل الفترة.. فلا يردون نقضأ على ما عليه الأشاعرة من أهل الكلام والأصول، والشافعية من الفقهاء : أن أهل الفترة لا يعذبون، وسبب ذلك : أننا عهدنا في الغلام الذي قتله الخضر آنه حكم بكفره مع صباه؛ لأمر يعلمه الله وحده، فكذا هلؤلاء يحكم بكفرهم بخصوصهم وإن لم تبلغهم الدعوة؛ لأمر يعلمه الله ورسوله، فلا يرد هلؤلاء نقضأ على ما استفيد من الاية ومشى عليه أولئك الأئمة أن أهل الفترة لا يعذبون ، وهذذا الذي ذكرته في الجواب أولى من الجواب بأن أحاديثهم أخبار آحاد، فلا تعارض القطع بأن أهل الفترة لا يعذبون، أو بأن التعذيب المذكور في الأحاديث مقصور على من بدل وغير من أهل الفترة بما لا يعذر به كعبادة الأوثان وتغيير الشرائع، وكأن قائل هذا ممن يرى وجوب الإيمان بالعقل، والذي عليه اكثر أهل السنة والجماعة أنه لا يجب توحيد ولا غيره إلا بعد ارسال الرسل إليهم، ومن المقرر: أن العرب لم يرسل إليهم رسول بعد إسماعيل صلى الله عليه وسلم، وأن إسماعيل انتهت رسالته بموته، فلا فرق بين من غير وبدل وغيره ما عدا من صح تعذيبه فيقصر ذلك عليه؛ لأنه لا قياس في ذلك وقول أبي حيان : إن الرافضة هم القائلون : إن آباء النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنون غير معذبين مستدلين بقوله تعالى : وتقلبك فى السلجدين} (2). . فلك رده بأن
() المعجم الأوسط (4277) (2) البحر المحيط (47/7)
صفحة ٣٧