============================================================
وهي: الوالدة وإن علت، وأصلها: أمهة، لجمعها على أمهات، قيل: أمهات للادميات، وأمات لغيرهن (والآباء) جمع أب، وأصله: أبو- بالتحريك- حذفت واوه تخفيفا؛ أي : كما طابت ذاتك بما أوتيته من الكمال الأعلى.. كذلك طاب نسبك، فلم يكن في أمهاتك من لدن حواء إلى أمك آمنة، ولا في آبائك من لدن آدم إلى أبيك عبد الله إلا من هو مصطفى مختار، وشاهد ذلك حديث البخاري : بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا ، حتى كنت من القرن الذي كنت منه "(1) ، وحديث مسلم : " إن الله أضطفى كنانة من ولد إشماعيل ، وأصطفى قريشا من كنانة ، وأصطفى من قريي بني هاشم، وأضطفايي من بني هاشم"(2) ، وحديث الترمذي بسند حسن : 8 إن الله خلق الخلق فجعلني من خير فرقهم ، ثم تخير القبائل فجعلني في خير قبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني في خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسا - أي: روحا وذاتا - وخيرهم بيتا"(3) أي : أصلا ، وحديث الطبراني : " إن ألله أختار الخلق فآختار منهم بني آدم ، ثم اختار من بني آدم فآختار منهم العرب، ثم اختارني من العرب، فلم أزل خيارا من خيار، ألا من أحب العرب.. فبحبي أحبهم ، ومن أبنغض العرب.. فببغضي أبغضهم "(4).
واعلم : أن آدم أولد حواء أربعين ولدا في عشرين بطنا، إلا شيئا وصيه فإنه ولد منفردا كرامة لكون تبينا صلى الله عليه وسلم من نسله، ثم لما توفي، وصى بنيه بوصية أبيه له : أن لا يضع هذذا النور - أي : الذي كان بجبهة آدم ثم انتقل إلى شيث - إلا في المطهرات من النساء، ولم تزل هذذه الوصية معمولا بها في القرون الخالية إلى أن وصل ذلك النور إلى جبهة عبد المطلب ثم ولده عبد الله، وطهر الله تعالى هذذا النسب الشريف من سفاح الجاهلية كما ورد في الأحاديث، كحديث البيهقي في " سننه" : 9 ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء، ما ولدني إلأ نكاح الإسلام "(5) (1) البخاري (3557).
(2) مسلم (2276) (3) الترمذي (3607) 4) المعجم الأوسط (2187) (5) السنن الكبرى (190/7)
صفحة ٣٣