============================================================
خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد " قال عبد الله : (فوالله لقد رأيتهم صرعى يوم بدر، ثم بحبوا إلى القليب قليب بدر)، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأتبع أصحاب القليب لعنة"(1).
وظاهر السياق أنه صلى الله عليه وسلم قال ذلك عقب هلذا الدعاء، فيكون من تمامه، وفيه علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم، ويحتمل- على بعد- أنه إنما قال ذلك عند إلقائهم في القليب، وقول عبد الله بن مسعود: (رآيتهم صرعى بالقليب). مراده اكثرهم، فإن عمارة إنما مات بأرض الحبشة، للكن على أشر قتلة، فإنه تعرض لزوجة النجاشي، فأمر ساحرا فنفخ في إحليله من سحره عقوبة له، فتوحش وصار مع البهائم إلى أن مات في خلافة عمر: وأيضا عقبة بن أبي معيط إنما قتل صبرا بالصفراء بعد بدر(2)، وألقي ثم، وأمية بن خلف وإن قتل ببدر للكنه لم يطرح في القليب.
119 وأعدث حمالة العطب الفه ر وجاءث كائها الوزقاء ~~(وأعدت) عطف على (هم) أي: هيأت، هي آم جميل بنت حرب بن آمية (حمالة الحطب) لقبت به؛ لأنها كانت تحمل الشوك وتطرحه في طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إرضاء لزوجها- لعنهما الله تعالى - (الفهر) أي : الحجر الذي يملأ الكف لما أنزل الله فيها وفي زوجها: تبت يدا أبى لهب وتب.. السورة (و) الحال أنها قد (جاءت) إليه وهو في المسجد وأبو بكر رضي الله تعالى عنه عنده بذلك الحجر لترميه به وهي في غاية السرعة والعجلة (كأنها) الحمامة (الورقاء) أي: الشديدة الإسراع؛ أي : حال كونها شبيهة بها في ذلك، فهي حال متداخلة.
(1) البخاري (520) (2) الصفراء : واد قرب المدينة، كثير الشخل والزرع والخير، وبينه وبين بدر مرحلة انظر معجم البلدان "(3/ 412)
صفحة ١٨٩