130

Minah Makkiyya

تصانيف

============================================================

يكن فيهم - أعني بني عبد الأشهل - منافق ولا منافقة، ثم قدم في العام القابل في الموسم نحو سبعين رجلا، وهي العقبة الثالثة، فبايعهم على آنهم يمنعونه مما يمنعون منه نساءهم وأبناءهم، وعلى حرب الأحمر والأسود(1): وصح عن جابر : مكث صلى الله عليه وسلم عشر سنين يتبع الناس في منازلهم في المواسم بمنى وغيرها يقول : 0 من ينصرني حتى أبلغ رسالة ريي وله الجنة ؟" حتى بعث الله له من يثرب ، وذكر الحديث ، وفيه : "على أن تنصروني إذا قدمت عليكم يثرب ، فتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناء كم ولكم الجنه "(2).

وحضر العباس رضي الله عنه هذه المبايعة، فأكد عليهم رسول الله صلى الله عليه ال وسلم ذلك، ثم أمر صلى الله عليه وسلم من بقي معه بالهجرة إلى المدينة، فخرجوا أرسالا ، وأقام ينتظر الإذن له في الهجرة ، واستأذنه أبو بكر رضي الله عنه، فقال : 0 لا تفعل ، لعل الله أن يجعل لك صاحبا"(2) فتطمع أبو بكر في أن يهاجر معه صلى الله عليه وسلم ولما بلغهم آنه بويع وأمر من معه آن يلحق بالمدينة وأنه ظهر آمره بها.. اشتوروا بدار الندوة، ثم أجمعوا آن يحبسوه أو يقتلوه أو يخرجوه، فاعترضهم إبليس في صورة رجل جميل، وأظهر لهم آنه يريد نصحهم، وأمرهم آن يعرضوا عليه آراءهم ليختار أنفعها لهم، فقيل: نحبسه، فقال: قد ينتزع منكم، فقيل: نخرجه، فقال : يأتيكم بما لا طاقة لكم به ، فقال أبو جهل : أرى أن تأخذوا من كل قبيلة غلاما قويا، ثم تعطوهم شفارا فيضربه كل ضربة فيتفرق دمه في القبائل، فلم يقدر أهله على حرب قومهم فيأخذوا ديته، فقال إبليس: لله درك! هذا هو الرأي، فأجمعوا عليه، فأتاه جبريل فقال : لا تبت الليلة في فراشك، فاجتمعوا في الليل ببابه يرصدونه لينام (1) انظر تفصيل ذلك في لا سيرة ابن هشام " (428/1) وما بعدها، ول طبقات اين سعد" (219/1) وما بعدها (2) أخرجه ابن حبان (6274)، وأحمد (339/3)، والحاكم (624/2)، والبيهقي في "السنن الكبرى " (146/8) (3) انظر " سيرة ابن هشام" (480/2)، و0 تاريخ الطبري" (369/2)، و" عيون الأثر" (214/1)، واخرج الحاكم نحوه (435/2).

صفحة ١٣٠