============================================================
وهو: ذكر من بني ادم حر سالم من منفر كعمى، وما وقع ليعقوب وشعيب لم يكن عمى حقيقيا، وكذلك بلاء أيوب صلى الله عليه وسلم لم يستقر، بل صار بدنه بعد الشفاء أجمل منه قبله، أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، فإن آمر، فرسول أيضا وإن لم يكن له كتاب ولا نسخ لشرع من قبله على الأشهر، فالرسول أخص مطلقا من النبي، ولا يطلق على غير الآدمي كالملك والجني إلا مقيدا، ومنه : جاعل الملتيكة رسلا، الله يصطفى م المليكة رسلا ومبى الناس} على أن معنى الإرسال فيهما غيره في الأول؛ إذ هو فيه إيحاء ما يتعبد به هو وآمته، وفيهما مجرد الإرسال للغير بما يوصله إليه فإن قلت : نفي رقي الأنبياء رقيه لا يستلزم نفي رقي الرسل رقيه؛ لتصريحهم بأن الأعم لا دلالة له على الأخص، والمراد إنما هو نفي رقي كل منهما رقيه ولم تف به بارته قلت: ممنوع ، بل هي وافية، بل مصرحة به ؛ لأن قوله : (ما طاولتها سماء): صريح في نفي رقي الكل رقيه كما يعلم مما يأتي في شرحه ؛ لأن النكرة في حيز النفي للعموم، وفي آنه أراد بالأنبياء هنا ما يشمل الرسل، على أن المحقق الكمال ابن الهمام نقل في " مسايرته " أن المحققين على ترادف النبي والرسول ، فلعل الناظم ممن يرى ذلك، وإن كنت رددته في " شرح المنهاج "(1) لمخالفته للأحاديث الصريحة الصحيحة في عدد الأنبياء والرسل، وسيأتي بعضها، وأيضا فنفي الحقيقة مطلقا كالنبوة التي تضمنها لفظ (الأنبياء) هنا.. يستلزم نفيها مع قيدها ولا عكس كما صرحوا به، فتعين ما ذكره الناظم، ولا يصح ذكر الرسل. فتأمله: يهات: منها: ما صرح به كلامه- لما مر في معنى (كيف)- آنه استفهام متضمن لنفي رقيهم كرقيه، وللتعجب ممن يشكك في ذلك، وهذا أولى ممن قال : وللتعجب من وقوعه لو وقع من اختصاص نبينا صلى الله عليه وسلم بذلك الرقي بمعنييه السابقين، وأنه المنفرد بغاية كمال الشرف والرفعة إجماعا، أما الأول.. فواضح، وأما الثاني. . فكذلك عند من تأمل آي القرآن وما اشتملت عليه إما تصريحا أو تلويحا (1) تحفة المحتاج (26/1).
صفحة ١١