من النقل إلى الإبداع (المجلد الثاني التحول): (٢) التأليف: تمثل الوافد - تمثل الوافد قبل تنظير الموروث - تمثل الوافد بعد تنظير الموروث
تصانيف
فقد راجع جالينوس موقفه في كتابه في الأعضاء الأولية؛ مما يدل على أن الرازي يعلم مقدار الاجتهاد في الطب، صوابه وخطئه، وضرورة مراجعة أحكام الأطباء منهم ومن غيرهم. وهو نص واضح ومركز دقيق، سهل الأسلوب، ويتضمن الوصف والتشخيص والعلاج بالنباتات وليس بالكيماويات. وبالرغم من قلة الوافد وغياب الموروث إلا أن البيئة الدينية تظهر في بداية النصين الطبيين للرازي؛ البسملة، والحمدلة ، والشكر على النعم، والشهادة على الوحدانية في السر والعلن، وطلب الرحمة والغفران، والصلاة على النبي وآله أجمعين؛ كما تظهر الدعوات بالتوفيق وتعليقه على المشيئة، وبعض العبارات الفلسفية مثل واهب العقل.
5 (2) الخازن
وإذا كان جالينوس عند الرازي في الطب هو نموذج الوافد، فإن إقليدس وديوفنطس ونيقوماخوس الرياضي هم نماذج الوافد في «المثلثات القائمة الزاوية المنطلقة الأوضاع» لأبي جعفر الخازن من علماء الرياضيات في القرن الرابع الهجري،
6
فيستشهد بكتاب الأصول لإقليدس وليس نقلا عنه؛
7
إذ يضع الخازن نظريته ثم يتبعها بعبارة «على نحو ما بين ...» ويحدد الشكل والمقال من كتاب الأصول، ودون أن يذكر مؤلفه إقليدس نظرا لشهرته، ولاستقلال العمل عن صاحبه في بناء العلم. ويؤرخ للرياضيات اليونانية، ويبين كيف استمد نيقوماخوس صناعة العدد وأصولها من إقليدس. ويحيل الخازن إلى ديوفنطس بنفس الطريقة، الاستشهاد به على القسمة العددية، أو عرض الموضوع ذاته الذي يوضح ما أراده ديوفنطس؛ فدراسة الخازن توضح ما تركه ديوفنطس غامضا. كما يحيل الخازن إلى أصحاب الارتماطيقي والمفسرين لكتاب الارتماطيقي؛ مما يدل على علمه بالأدبيات حول علم الحساب بصرف النظر عن أشخاص المؤلفين؛ فالعلم له أوائل هي كليات، وكماله في الجزئيات.
8
وبالرغم من الطابع التجريدي للرسالة إلا أنها تكشف عن مسار الفكر في عبارات التقديم والاستدراك، وكلما خفت الدعوات الدينية خفت الدعوات إلى السلطان، وكلما قلت الدعوات لله قد تختفي الدعوات للسلطان.
9 (3) السجستاني
صفحة غير معروفة