265

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال

تصانيف

ويعيد الانتحال الفلسفي بناء النسق الفلسفي لأفلوطين طبقا لأرسطو المنطق، والطبيعيات، والإلهيات، وطبقا للمسلمين كما ظهر في بنية الشفاء. فقد عرف الشيخ اليوناني المقولات معرفة منطقية. والمعرفة الطبيعية أعلى من المنطقية، والإلهية أعلى من الطبيعة في صعود تراتبي من الأدنى إلى الأعلى عن طريق الصوفية.

12

والواحد، العلة الأولى، المبدأ، الفاعل الأول هو الباري، المبدع، الله سبحانه، الباري تعالى، ألفاظ الموروث التي يتم استعمالها مع ألفاظ الوافد خاصة أن هناك ألفاظا مشتركة مثل المبدع، الكلمة، العناية الإلهية، الشريعة الإلهية، نور الله سبحانه، الباري تعالى، الباري سبحانه. الكلمة إسلامية فهي قرآنية، كلمة الله، ومسيحية في آن واحد، بل ويهودية أيضا. وقد يتم النقل الحضاري من حضارة إلى أخرى في موضوع الكلمة. تتشابه الألفاظ وتختلف المعاني. فالعناية الإلهية ضد القدم، والشريعة الإلهية استنباط القانون من النظم، والنور الإلهي ما يقوله الصوفية المسلمون.

13

ولا يكتفي النص بالفلسفة الإلهية ونظرية الفيض من الله إلى العقل إلى النفس إلى المادة، بل أيضا يضيف وصف الطريق، الصعود إلى الله عن طريق التضرع إلى الله وسؤاله العون والتوفيق كصوفي مسلم يقرض الشعر. ولا يكفي في التضرع مجرد رفع الأكف إلى السماء وحركة اليد، بل التضرع بالعقل والخشوع بالقلب حتى يشرق نوره في العقل وعلمه في الجهل، وإرادته في الاستطاعة.

14

وفي الفصل الرابع والعشرين يذكر بقية الأثولوجيا. فالعلة لا تتحرك، ومبدأ العالم واحد، فضله الذي لم يزل. وعالم الربوبية مطابق لعالم الطبيعة، لذلك تنفذ إرادة الله فيه. صفاته عين ذاته، وذاته عين صفاته، مما يدل على وشائج القربى بين علوم الحكمة والاعتزال .

15

وهو عالم الغيب والشهادة مما يكشف مباشرة عن عملية التشكل الكاذب.

16

صفحة غير معروفة