من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (١) التدوين: التاريخ – القراءة – الانتحال
تصانيف
21
وقد ينسب العلم إلى المكان مثل أناخريسس الصقلي، عناين الطفيلي، سيفاندس السكيت. وقد ينسب إلى المهنة والوظيفة والصنعة مثل هوميروس الشاعر، سيمونيدس الشاعر، لوغاطس الشاعر، الإسكندر الملك، باسيليوس الملك، أبقراط الطبيب، ديجستانس الخطيب، زينون الفيلسوف، أبرقلس الفيلسوف، فلاسطيس الفيلسوف، مولون الطباخ من أهل صقلية جمعا بين المهنة والمكان، فورس ملهي الإسكندر، فلسطين مزاح الإسكندر، خوينقس مضحك الإسكندر. وقد يوضع له لقب من فلسفته مثل ديوجانس الكلبي، أو من رسالته في قومه مثل سولن أحد أنبياء اليونانيين. ويذكر لفظ اليونانيين مع سقراط وديوجينس بالمفرد (يونان)، والأقوال التي لم تنسب إلى أصحابها بالإضافة إلى ظهوره في العناوين الثلاثة الأخيرة: «منسوب إلى اليونانيين»، «ومن أمثال اليونانيين»، «مما نقل من أسفار اليونانيين»، وأمثال اليونانيين وأسفار اليونانيين. وتبرز شخصية الإسكندر المحورية، فله كلماته المستقلة، وله ذكر مع تلميذه أرسطو، ومع ديوجانس الكلبي، ومع ديمستانس الخطيب، ومع زينون الفيلسوف، ومع أكسينوكراش، ومع دنفيس، ولهخوس ملهيه، وفلسطين مزاحه، وقورنيقوس مضحكه.
22
وفي الحكم المنسوبة إلى اليونانيين دون قائلها يظهر الإسكندر، فأصبح الإسكندر محاورا مثاليا.
ولا يظهر الوافد الشرقي إلا عرضا، كيومرت آدم الفرس في أفلاطون، والفرس ودارا في الإسكندر الملك. أما الموروث فإنه يظهر في قراءة اليونان وإعادة بنائه على الموروث خاصة الشعر. فلا يذكر من الموروث إلا خالد بن يزيد والمتنبي في أفلاطون، وأبو العتاهية في أرسطوطاليس، وابن الرومي في إسكندر الملك، والمتنبي مرة ثانية في طيمن والخليل ابن أحمد.
وتختلف الحكم فيما بينها طولا وقصرا. وتأخذ الحكمة أحيانا شكل القول المفرد وأحيانا شكل الحوار، مثل الحوار بين أرسيجانس وسقراط في صيغة تقابل بين الحكمتين، والحوار بين أفلاطون وتلاميذه خاصة أرسطو، وديموقريطس وتلاميذه. ومعظمها حكم إنسانية أخلاقية عملية تندر فيها الحكم الإلهية المباشرة باستثناء بعض التعليقات من ابن هندو، بعض منها لصب الوافد في الموروث وإلغاء المسافة بينهما على عكس الشهرزوري الذي يصب الوافد العقلي في الموروث الديني. ومن عظمة الحكمة يمكن نسبتها لأكثر من شخصية. فما يهم هو القول وليس القائل، والنسبة إلى القائل لتعظيمه وتشريفه بالقول.
23
وتظهر المرأة كمحاورة وطرف مع سقراط والإسكندر.
ولأول مرة يتعدى التاريخ إلى التعليق، ويصبح التعليق بديلا عن القراءة من أجل إعطاء تأويل آخر أو لمجرد تأييده ببيت من الشعر تركيبا للوافد على الموروث. ولا تكون التعليقات إلا على أقوال كبار الحكماء مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو عندما يتم التقابل بين الوافد والموروث والاتحاد في تجربة إنسانية واحدة. وليست كل الأقوال تعليقات.
24
صفحة غير معروفة