من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٣) الشرح: التفسير – التلخيص – الجوامع
تصانيف
فالقسمة أفضل وسيلة جامعة للشرح والتلخيص في آن واحد. وهي قسمة عقلية تضم الموضوع كله؛ وبالتالي تجمع بين العقل والطبيعة وهما دعامتا الوحي.
ولا ضير في هذا النوع الأدبي أن يتحدث جالينوس عن نفسه بعد أن تقمص الملخص الشارح شخصيته. ويوضع لفظ شرح أمام كل باب من الأبواب العشرة. ولا تغيب الشعوب، فالطب مرتبط بالجغرافيا. فيضرب المثل بالمناطق شديدة البرد مثل بلاد الصقالبة أو شديدة الحر مثل بلاد الحبشة.
وقد زاد عليه الناسخ ثلاثة أبيات من أقوال الشيخ الرئيس ابن سينا في فاتحته.
5
وقد يذكر هامش ساقط إما من الشارح الملخص أو من الناسخ.
6
ويظهر البعد الديني، فالشيء الخفي إما أن يكون بطبعه خفيا مثل جوهر الله تبارك وتعالى وجوهر العقل والنفس والطبيعة. ولا يعرف إلا بالقياس من الظاهر على الخفي أي قياس الغائب على الشاهد بتعبير الأصوليين وفي البداية البسملة والدعوة، وفي النهاية الحمدلة والصلاة على النبي وآله.
7 (ب) ومن نوع الشرح والتلخيص ولكنه إلى الشرح أقرب لكبره هو «كتاب جالينوس إلى غلوقن في التأتي لشفاء الأمراض»، مقالتان، شرح وتلخيص حنين بن إسحق المتطبب.
8
لا يعني هذا النوع الأدبي الالتزام بنوع واحد إما الشرح أو التلخيص بل ضمهما معا، أحيانا يحتاج النص إلى شرح وإسهاب وتفصيل، وأحيانا أخرى يحتاج إلى تلخيص وتركيز وتجميع. بل إن لفظ الجوامع يبدو في المقالة الثانية وكأن حنين أراد أن يمارس الشرح والتلخيص والجامع في آن واحد . وإذا كانت الدلالة الأهم في الترجمة القراءة والحذف والإضافة وإعادة كتابة النص بعيدا عن المطابقة فإن الدلالة في هذا النوع الأدبي الجامع بين الشرح والتلخيص هي مسار الفكر. فالفكر له مسار يظهر في عبارات التقديم والتأخير «على ما قلنا من قبل»، «وقد بينا فيما سلف».
صفحة غير معروفة