من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق
تصانيف
معرفة صورة هذا كله في الفكر الإسلامي عند الحكماء، وهل تابعوا نقد القرآن أم قاموا باحتوائه في المنظور الإسلامي العام، أو برفضه والعودة إلى أرسطو الصحيح.
تاسعا: الترجمة وروح الحضارة
(1) «أثولوجيا» بين أفلوطين التاريخي والمصدر الخارجي
وتنقسم الترجمة العربية لتاسوعات أفلوطين إلى عشرة ميامر، فما الميمر؟ هل تصغير ممر؟ وكيف هناك عشرة ميامر وهي تاسوعات؟ وليس لكل الميامر عناوين؛ فالثاني والثالث بلا عنوان. والموجود حاليا تلخيص التاسوعات وشرحها معا دون ترجمة حرفية للنص الأصلي، مما يدل على أن النص هو التأليف غير المباشر، عن طريق التمثل والاستيعاب، وليس النقل اللغوي لنص تاريخي. والموجود حاليا أجزاء من التاسوعات الرابعة والخامسة والسادسة، أطلق عليها اسم أثولوجيا أرسطاطاليس، نصوص متفرقة باسم الشيخ اليوناني.
1
وتاريخيا يرى البعض أن أثولوجيا يتكون من ثلاث قطع: الأولى مقدمة منتحلة تصور أثولوجيا على أنها نتيجة للميتافيزيقا، وهي من عمل الكندي من أجل إثبات التكامل في رؤية أرسطو. وقد تكون من عمل شخص آخر؛ نظرا لارتباط الكندي بالعقل والعلم في رسائله الفلسفية والطبيعية. والثاني جدل رءوس المسائل، وهي شذرات من كتاب فرفوريوس «الرءوس والمسائل»، مما يدل أيضا على التأليف الجماعي عند قدماء اليونان، لا فرق بين الأستاذ والتلميذ، وهذا حادث عند اليونان والمسلمين والغربيين المحدثين في المؤلفات المشتركة بين ماركس وإنجلز. والثالث نص أثولوجيا، عشرة ميامر من تلميذ لأفلوطين. والشذرات مأخوذة من التاسوعات الثلاثة الأخيرة، الرابع والخامس والسادس، وهو الجزء الخاص بالإلهيات دون الطبيعيات، طبقا لأفضلية الحضارة المنقول إليها وأولوياتها.
2
وليس صحيحا أن الرواية أثر من آثار الفلسفة التلفيقية الهلينية التي أنتجت البويماندرس، والتي دان بها علماء الصابئة في حران، حتى عهد متأخر عن ظهور الإسلام بعدة قرون، حتى تكون أقرب إلى الوثنية منها إلى دين الوحي طبقا للنظرية الماركسية في الدين. علما بأن الصابئة موحدون بالله، ويعرفون العمل الصالح، لولا أنهم يتقربون إليه عن طريق الكواكب.
3
وليس صحيحا أنها نتاج يهودي من نظرية الكلمة عند فيلون وعند خلفاء أفلوطين خاصة يامبليخوس، وهي الحكمة الأولى علة العلل، هذا هو التشكل الكاذب، التعبير عن المضمون اليهودي، بألفاظ ومصطلحات يونانية، وليس وجود الكذب في سفر يشوع بن سيراخ.
صفحة غير معروفة