236

من النقل إلى الإبداع (المجلد الأول النقل): (٢) النص: الترجمة – المصطلح – التعليق

تصانيف

41

كما تظهر خصوصية اللسان العربي في استعمال لفظ السماء، بمعنى أنها لا خفيفة ولا ثقيلة، وهو المعنى الذي قصده أرسطو. وكذلك يتميز اللسان العربي بعلامات الإعراب المختلفة عن باقي الألسنة. كما يظهر الأسلوب العربي وضرب الأمثلة بزيد وعمرو.

وينتقل ابن باجة من اللسان العربي إلى اللسان العام، الذي يعم كل الألسنة كما هو الحال في علم الأصول؛ فالعلاقة بين اللغة الخاصة وعلم اللسان العام مثل العلاقة بين خصوص السبب وعموم الحكم. كما يظهر القرآن الكريم، آية واحدة

فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ، كنموذج للسالبة التي تسلب الإمكان والوجود؛ إذ إن النهي عن الأخس يتضمن النهي عن الأعز. ويظهر الموروث الأصلي للدلالة على احتواء الأكبر للأصغر في المنطق. وبطبيعة الحال يبدأ التعليق بالبسملة والصلاة والسلام على محمد وآله، وينتهي بلا خاتمة إيمانية. وينتهي التعليق بطلب الناسخ الرضا من الله، وطلب الرضوان للمؤلف.

42 (4) تعاليق كتاب باري أرمينياس

والسؤال هو هل هذا التعليق مستقل عن كتاب العبارة أم هو نفس الكتاب بعنوان معرب؟

43

يعني التعليق هنا الاتجاه نحو المعنى مباشرة دون اللفظ؛ ومن ثم أقرب إلى التلخيص. التعليق هنا ليس على أقوال، بل تفكير في معان وتطوير لها، وإعادة دراسة نفس الموضوع بعد أن وصل الوعي الفلسفي إلى مرحلة النضج والاكتمال. وإذا كان دراسة الموضوع ذاته، فإنه يكون أقرب إلى الجوامع طبقا للأنواع الأدبية التي وضعها ابن رشد؛ لذلك لا تظهر أفعال القول لأنه عرض للمعنى أو تأليف في الموضوع. ونصوص الفارابي داخل التعليق ليست كثيرة، تتساوى فيها العبارات القصيرة مع الطويلة.

44

ويبين التعليق موقف الفارابي إثباتا ونفيا، إيجابا وسلبا؛ إذ لم يتكلم الفارابي في القضايا ولا في المقدمات. ويبين ابن باجة غرض الفارابي من كتاب أرميناس، أن يعطي ما يتألف من القول الجازم الحملي من الإيجاب والسلب، القابل من جهة الألفاظ الدالة.

صفحة غير معروفة